في خطوة تصعيدية حملت الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد محمل الغضب ليتكتلوا اليوم قرب المديرية الإقليمية لتطوان و ينددون بالقرارات الأحادية التي تتخذها الوزارة الوصية على قطاع التعليم لتزيد الطين بلة و تفتح الهوة بين أبناء الوطن الواحد، و يحسوا بأن هناك فئتان على الأقل في قطاع التربية و التعليم: الفئة الأولى من الأساتذة المرسمين الذين انتهجوا طرقا أودت بالإضافة لعوامل أخرى إلى زج المنظومة التعليمية فيما هي فيه، و الفئة الثانية التي دخلت في مسار العبيد و السخرة الذي شهدته القرون الوسطى. لأجل هذا و لرفض توقيع ملحقات العقود التي تفرضها المديريات الآن على الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد كان الجمع الغفير بباب مديرية تطوان يصرخ و يأمر بإسقاطها و التكتل من أجل ضم الصفوف في وقت يحتاج الجميع إليه كي يكون يدا بيد حتى تسمع كلمتهم، و على نفس المنوال تكتل الأساتذة الباقون في كل ربوع المملكة بمسيرات حاشدة كي يعبروا بصدق عن سخطهم العارم و الرافض لبنوذ عقود الذل والهوان. ورغم تواجد القلة القليلة ممن خانوا العهد وباعوا كرامتهم خوفا من سحب الأجور الهزيلة منهم إلا أن ذلك لم ينقص من عزيمة من آمن بمبادئه التي تمنعه من الإذلال و الإضغان و الاستصغار، ليترك المجال لمن سولت له نفسه أن يخرج من الطائفة و " يمسح الكابة" على حد تعبيرنا العامي، و أن يقضي ماتبقى من حياته المهنية في ندم من جراء احتقار البقية له ممن يطالبوا بالرقي باوضاع العاملين بهذا القطاع حتى يتمكنوا من نزع آخر مسامير نعش المنظومة التعليمية و النهوض بها نحو غذ يأمل فيه الجميع إصلاح مايمكن إصلاحه لإنقاذ أبناء وطننا الحبيب من آفة الجهل و التخلف و التقهقر