حالات تدمي القلوب و تستنجد من القريب و البعيد، حين يكون الحل عديما أو مستحيلا، ثم نعود لنفكر بأننا في حاجات لدعم بعضنا البعض بعيدا عن التباهي بزيارة الكعبة الشريفة كل عام و إحياء أمسيات" الداخلة" التي يحاول مقيموها أن يبرزوا بأنهم قادرون على صرف آلاف الدراهم كي يرضوا كل من يحمد سلامة عودتهم، او التباهي ب"قفف رمضان" أمام الكاميرات لإبراز خصالنا الحميدة في التصدق و الورع، أو إحياء حفلات "الشدة التطوانية" بذريعة إدخال الفرحة على قلوب اليتيمات و قلب الصفحة المنيرة لهذا العمل الجمعوي بما وراء الكواليس التي تخفي حقيقة الإبداع في أخذ الصور، أو حتى الاختيال و التباهي الذي أصبح ينال من مآسينا التي باتت حفلات تزين موائد الأسر المكلومة حين نجتهد في جلب آخر ما استجد به إبداع مموني الحفلات. هل نكون منصفين حين نقول بأننا نتقاسم مغربا واحدا و لنا فيه الحق المتساوي باعتبار أن علينا واجبات مشتركة فيه؟ أم نغطي الشمس بالغربال حين نتألم لحالات قريبة منا تؤلمنا ونرثي حالاتها دون أن نقدم لها يد العون؟ الجدير بنا أن نلتفت لمثل هؤلاء و نعين كل من لا حول له ولاقوة بدل أن نتوجه لأعمال باتت لصيقة بحب التباهي و الظهور. حالات أقرب للممات من الحياة، وعلى وجوه أصحابها الرضى والقبول بقضاء الله و قدره، لكنها تخفي حقيقة من لا يستطيع أن يخرجهم من أزماتهم، أناس بسطاء ضعفاء يسألون العون و المساعدة بعزة نفس و أنفة رغم أنهم لا يملكون شيئا، لمثل هؤلاء يجب أن نلتفت و نحسن الصنيع كي نخفف عنهم القليل من ابتلاء هم به راضون. الفيديو المصاحب للمقال لأهل من قبيلة ودراس يستحقون التفاتة كل قلب رحيم و عطف المحسنين...