حوادث عجيبة تحدث ليلة رأس السنة و الأغرب أننا نحاول التملص من مكتسبات أخلاقية بئيسة ونخلق لأنفسنا أعذارا نختبأ وراءها ونحن نفتخر قولا لا فعلا أننا لا نريد الاحتفال بهذه المناسبة، بل نتبجج على الغير بحجة أن لدينا سنة هجرية نقيس الاحتفال بها على غرار مانقوم به في هاته المناسبة و أغلبنا لا يعلم عدد سنوات هذا التقويم، في حين أن الأجدر بنا هو ان نتذكر بأن ديننا الحنيف يأمر بالتسامح و التعايش مع باقي الشعوب و الأديان في حدود مايسمح لنا به الشرع و القانون. كواليس هاته المناسبة تعري عن بنية أخلاقية منحطة في أشهر المدن المغربية و تسمح لفئة لا يمكن تصنيفها بين هؤلاء أو أولائك أن تبصم على جبيننا وصمة العار، و السبب أن الجهل و الفقر المتفشيين في أوساطنا يجرد البعض من صفات العلم و التقوى و الإحسان و التخلق، فيضع من يحسون باهتزاز في شخصياتهم أو منحلين خلقيا أو جهلة بأمور الدنيا في الجهة القصوى بين التشدد و الانحلال، و يتجاهلون تماما الاعتدال في أمور الدين و الدنيا، و قد اتخذت في هذا الشأن نموذجا من مدينة الحمراء ليلة رأس السنة حيث تم اعتقال شاب بملابس نسائية ارتكب حادثة سير بسيارته و لاذ بالفرار لكن العناصر الأمنية تمكنت من اعتقاله وسط سخط عارم لمجموعة من المواطنين الذين طالبوا بإعدامه ، و هذا ما يؤكد السياق الذي أتحدث فيه، حيث أن جل المغاربة لا يهتمون إلا بما يحدث و يصبون فيه جام غضبهم دون التفكير في أن مثل هاته الوقائع لا تعتبر إلا نتيجة انحلال أخلاقي وفساد ناشئة تربت بعيدة كل البعد عن التلاحم الأسري، و عن العادات و التقاليد الأصيلة، و عن كل جو تربوي و تعليمي و تثقيفي كان سببا في الوقوف أمام هاته الثغرات التي خربت مجتمعنا و حكمت عليه بالفساد، فأصبح يرتكب أبشع الجرائم و أخطرها..