تميزت الدورة السابعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بمشاركة أعمال مخرجين يخطون أولى خطواتهم، تقليد بدأ منذ الدورة الأولى للمهرجان، الذي فتح الباب على مصراعيه لاستقبال هؤلاء الشباب. فبالإضافة إلى عرض الأفلام الأولى والثانية لمخرجيها، يتجلى اهتمام الدورة الجديدة بالشباب في ميلاد “ورشات الأطلس” التي تواكب المخرجين الصاعدين أثناء الإعداد لشريطهم الطويل الأول أو الثاني أو الثالث (روائي أو وثائقي)، سواء كان لديهم منتج أو لم يكن. كما يتجلى هذا الاهتمام في استضافة ممثلين ناشئين وطلبة مدارس السينما من كل أنحاء المغرب، حيث يحضر هذه السنة فنانون من شمال المملكة، وتحديدا من مدينة الحسيمة، التي شهدت نهاية أكتوبر المنصرم، تنظيم مهرجان سينمائي دولي ناجح بكل المقاييس، سهرت على تنظيمه جمعية مؤسسة الريف للثقافة والسينما، التي تقودها المنتجة السينمائية ورئيسة المهرجان صوفيا أغيلاس رفقة كفاءات من المنطقة. يعود الفضل في نجاح مهرجان الحسيمة الدولي للفيلم، حسب صوفيا أغيلاس، التي تحضر فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إلى الدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه الدولة للمهرجانات الفنية والثقافية، وإلى جهود فنانين وتقنيين شباب من مدينة الحسيمة، حضروا بدورهم إلى مراكش للاستفادة مما يقدمه مهرجان عالمي كبير كمراكش من أفلام جيدة وورشات تكوينية ودروس سينمائية، مشيرة إلى أن الدورة 17 للمهرجان العالمي فتحت نقاشا حرا مع 7 أسماء وازنة في سماء السينما الدولية، ويتعلق الأمر بالمخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، والممثل الأسطوري روبير دي نيرو، والمخرج والروائي والمنتج المكسيكي غييرمو ديل تورو، والمخرجة والفنانة الفرنسية آنييس فاردا، والمخرج المصري يسري نصر الله، وكريستيان مونجيو، الحائز على السعفة الذهبية ب”كان” عام 2007، وتييري فريمو، المندوب العام لمهرجان كان، ومدير معهد لوميير بمدينة ليون. وأكدت أغيلاس أن مشاركة شباب من مدينة الحسيمة في مدينة مراكش، جاءت بمبادرة من جمعية مؤسسة الريف للثقافة والسينما، التي تولي أهمية كبرى للتكوين وتبادل الأفكار والاطلاع على تجارب سينمائية مغايرة، والاستفادة من طرق تنظيم مهرجانات عالمية كمهرجان مراكش، من أجل تطوير المهرجان الذي تشرف عليه، والارتقاء به إلى مصاف المهرجانات الكبرى، مشيرة إلى أن مراكش استقبلت كل ضيوفها الذين توافدوا عليها بترحاب كبير كما أكد ضيوف المهرجان من فناني مدينة الحسيمة وهم ( طارق الصالحي، محمد سلطانة، عزيز تفيور، إدريس شتيوي، محمد المرابط، عدنان رشدي، رضوان بنداود، محمد كمال التغدويني، محمد بنسعيد ومحمد المكنوزي)، أن مشاركتهم في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، زادتهم خبرة، وأغنت تجاربهم الفنية والتنظيمية، ومكنتهم من الاحتكاك بسينمائيين عالميين. وأشادوا بمبادرة جمعية مؤسسة الريف للثقافة والسينما، ووجهوا شكرهم الخالص لمنظمي مهرجان مراكش، وبدورها أشادت صوفيا أغيلاس بمؤسسة مهرجان مراكش وبالتنظيم الجيد والاحترافي للمهرجان، الذي يلقى رعاية خاصة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ومن ولي العهد مولاي رشيدي رئيس مؤسسة المهرجان.