يمكن القول بأن الحكومة كانت خاطئة في بداية انطلاق المقاطعة الاحتجاجية ضد سياسية غلاء الأسعار فهي قد تجاهلتها وتعاملت معها باحتقار سياسي لأنها اعتبرتها مجرد صيحة عابرة لن تحقق تجاوبا من قبل المواطن المغربي الذي لا يعرف هذا التقليد الاحتجاجي .اما الآن فإنه قد فرض عليها مناقشتها وهي في وضعية حيرة وارتباك نتيجة النجاح والتأثير اليومي المتزايد للمقاطعة اقتصاديا وسياسيا ورمزيا ... مما يعني أن المقاطعة انتقلت من زمن التجاهل الحكومي لها الى زمن مناقشتها بارتباك وحيرة وذلك يفيد أن هذه المقاطعة الشعبية سجلت إصابة سياسية محكمة في الشباك الحكومي . ولكي تراكم المزيد من المكتسبات والانتصارات لابد لها من الدعم السياسي والنقابي وطنيا ومحليا الذي يمنحها طول النفس النضالي والتوجيه السليم والدقيق الذي يحميها من الانحراف ويفرض في آخر المطاف على الحاكمين مراجعة سياسة الغلاء المفرط والاحتكار الغير المشروع وافتصاد الريع المؤدي لازمة المغرب الخانقة .