ثلاث ساعات .. إنه الوقت الذي كلفني من أجل الحصول على شهادة الحياة المطلوبة لإجل الإفراج عن راتبي الشهري المتوقف . فقد شهد هذا المكان اليوم حشودا كبيرة من المتقاعدين والمتقاعدات ، جاؤوا لنفس الغرض كما يبدو. لم يكن لي من بد أو حيلة إلا أن آخذ مكاني بينهم بأدب ولطف وأنتظر دوري مثلهم ، غير أنني - ومن باب الفضول - عندما بحصصت في محياهم وجدت الجميع مشمئزا ومتبرما وساخطا من شدة التعب والعياء الذي ألم به جراء الإنتظار الطويل ، فقد يكون منهم من إنتظر لأكثر من أربع ساعت . وأنا أتصنع الإبتسامة لكل من ينظر نحوي أو يلتفت إلي ، بدت لي عدة أفكار تسبح بمخيلتي .. منها : إلى متى ستظل هذه " المحن " ملتصقة بنا ؟ وإلى متى ؟ .. ألم يحن لها بعد أن تتقاعد بدورها مثلنا وتريحنا وتريح الجميع من عباد الله ؟؟ !!