لم تعد مرتيل تلك القرية الهادئة الجميلة التي يحج إليها سكان مدينة تطوان و النواحي للراحة و الاستجمام . فقد تحولت إلى فوضى . فوضى في كل شيء . البناء العشوائي الذي يسترزق منه مجموعة من المختصين في هذا المجال يتوزعون بين رجال سلطة فاسدين و مستشارين استغلوا ثقة الشعب ، لينهب هذا الشعب و مجموعة من "المقاولين" أقل ما يمكن وصفهم به أنهم لصوص، هذا الثلاثي يكون عصابة تبيح كل الشيء قصد الربح السريع و في أسرع وقت لأن الفرصة لا تتكرر مرتين .... الحديث عن مرتيل يجرنا للحديث أيضا عن إحتلال الملك العمومي سواء من طرف الفراشة أو من طرف أصحاب المحلات التجارية ، خصوصا المقاهي و المطاعم . دون أن ننسى حراس السيارات فهؤلاء وحدهم يلزمنا موضوع لتجاوزاتهم .مرورا بجيش من أولائك الذين يتم "إستثمارهم" في الإنتخابات البلدية و التشريعية ليتم فتح المجال لهم في إحتلال الشواطئ " ولي باباه راجل يهضر". أصحاب سيارات الأجرة الذين أيضا يستغلون الظرف و يبتزون المواطنين أمام أعين السلطات التي تقتضي بالمثل الذي يقول "كم من حاجة قضيناها بتركها ". الكل يبيع و يشتري ، و الكل يريد تحقيق أكبر ربح في أقل مدة حتى أجسام البشر تُباع حسب الإمكانيات و حسب العرض و الطلب ..من بين كل هؤلاء مجموعة حتما ستبقى ككل سنة ، لتنضاف إلى كل الذين راكمتهم مرتيل كل موسم صيفي ، سيبحثون عن قطعة أرضية في حي "الديزة" و يبحثون على العصابة التي سبق ذكرها سابقا قصد بناء ما يسمى " منزل" فوق منطقة لا يعلم مخاطرها سوى سكان مرتيل الأصليون و سكان تطوان ... كل هذا في كفة ، و الحديث عن ظواهر جديدة مثل ترويض الأفاعي السامة دون مراقبة ولا أخذ الاحتياطات اللازمة في كفة أخرى ، كيف يُعقل أن يتم السماح لمروض أفاعي سامة ؟، بترويضها داخل منطقة أهلة بالسكان و مملوءة بالأطفال دون مراقبة و لا ترخيص ، ليكون هو ضحيتها و ترديه قتيلا . تعود الوقائع عندما أحضر مروض للأفاعي مجموعة من الأفاعي سعيا منه للقيام ببعض العروض ليجني نصيبه من "الغلة" كالآخرين غير أن الحظ لم يسعفه ليكون هو الضحية ، ضحية الأفعى التي لدغته و أردته قتيلا دقائق معدودة بعد ذلك ....و لولى تدخل رجال الأمن و المصالح البيطرية التابعة لبلدية مرتيل لكانت الحصيلة كبيرة ...ليتم إعدام الثعبانين السامين حرقا تحت إشراف المصالح البيطرية ..