فان لساني يلهج كل صلاة بأن يجنبه الله كل الفتن... ولأنني أيضا أحب الوطن، فإنني أحب عملي ولا أساوم أبدا على واجب.. ولأنني أحب الوطن، فإن شيئا بداخلي يرتل نشيده كلما هممت بظلمه،وما ظلمي له إلا دقائق معدودات أصل فيها متأخرة في صباح ما من زحمة الوجع وفساد الطريق .. ولأنني أحب الوطن، فالقلب ينفطر وجعا وأنا أشتَّم رائحة الخوف تنبعث من عينيه ويتملكني الرعب مما تشهده أرواحنا كل صباح من نزيفه المسترسل.. ولأنني أحب هذا الوطن، أضع جراحه نصب حرفي وأحضن أنينه برفق علني أخفف عنه ولو بأضعف الإيمان، مسحة حب على رأس حلمه المستحيل.. ولأنني أحب هذا الوطن، أصدح بصوتي الصامد في وجه الجائرين الجبارين كي يكفوا أيديهم الملوثة بحقوقنا عن بسمتنا الطرية وألا يقتلوا الحب فيه وفينا بلا رحمة.. ولأنني أحب هذا الوطن، فإنني أراعي مشاتل ورد كثيرة هنا من حولي حتى أجدد في صباحاته بعضا من نسائمه وأهب لي ولأهله ألوانا نشتهيها.. ولأنني تعلمت أن أحب هذا الوطن بقوة، أناديكم وأشد على أياديكم يا من يجوبون الحلم من أقصاه إلى أقساه كي يغيروا ما ألم به بكل ما أتيح لهم من حب ويمسحوا عن غده تيها وتعبا... وأدعوكم جميعا ملء الأمل: أحبوا الوطن كما ينبغي، كما يشتهي، وكفاكم حجبا لشموسه بشعارات لا تسمن ولا تغني من وجع... فريدة...