يعد الريف الكبير ليس مصدرا للهجرة فحسب، بل منطقة (قنطرة) عبور بامتياز، و تنقل المهاجرين النظاميين منهم و السريين المغاربة منهم و الأفارقة و حتى السوريين، نحو البلدان الأوروبية و باقي العالم. لكن الملاحظ أن المنطقة لم تستفيد من الهجرة أي شيء ما عاد الماسي، بل ساهمت في إفراغ المنطقة من رأسمالها البشري و فككت أواصل العائلات و روابطها الاجتماعية، و دمرت المجتمع الريفي ككل حتى أضحت معها اغلب بوادي الريف شبه مهجورة و تحولت معها بحيرة البحر الأبيض المتوسط إلى اكبر مقبرة في العالم للذين لم يتمكنوا من الوصول إلى الضفة الأخرى. فمباشرة بعد انتفاضة الريف 1958/1959، تم تهجير سكان الريف عنوة للتخلص من شبابها الثائر، حيث تم الترخيص للشركات ألالمانية و البلجيكية و الفرنسية و الهولندية بالاستيراد الجماعي للريفيين ( و عائلاتهم فيما بعد) و تشغيلهم في المناجم و النظافة و المزارع و الأعمال الشاقة. فمنذ السنوات الأولى من استقرارهم بالخارج و المهاجرون يقومون بتحويلات مالية مهمة و بشكل شبه يومي إلى ما تبقى من أفراد عائلاتهم لدعمهم على الصمود هناك، عبر مساعدتهم ماديا و معنويا و ترميم مساكنهم أو بناء أخرى، مما تم تنشيط الابناك المركزية. أما مشاريعهم فقوبلت بعراقيل إدارية نظرا لانتشار الفساد و الزبونية و تعقيدات المساطر الإدارية و انتشار البيروقراطية و التهميش المتعمد للمنطقة، أو بسبب غياب أي توجيه لانجاز مشاريع منتجة تعود بالمنفعة على الساكنة و المنطقة ككل و تخلق مناصب الشغل لأبنائها. و من اجل تصحيح هذا الوضع و لاغناء الوثيقة المطلبية لحراك الريف نقترح ما يلي: • جعل الهجرة محور التنمية الاقتصادية في المنطقة و توفير لها التسهيلات الإدارية الضرورية للاستثمار في المنطقة. • اعتبار المهاجرين من أبناء المنطقة مواطنين لهم كامل الحقوق و الواجبات مع ضرورة إشراكهم في القضايا التي تهم مستقبل الريف تنمية و بناءا و تسييرا، تماما كما يجب إشراكهم في تدبير كل الجهة (الريف الكبير/شمال المغرب)، بل كل الوطن. • توسيع مطاري الشريف الإدريسي بالحسيمة و مطار سانية الرمل بتطوان و تاهيلهما إلى مصاف المطارات الدولية ليشكلا إلى جانب مطاري العروي بالناظور و ابن بطوطة بطنجة نوافذ لمغاربة العالم و جسور للتواصل معهم بالاظافة الى الامكانيات التي يمكن ان توفرها لاستقطاب السياح و المستثمرين. • فتح خطوط جوية جهوية، وطنية و دولية من و إلى المطارين. • بناء ميناء بمواصفات دولية بالحسيمة و إعادة بناء معامل التصبير بنفس المدينة. • فتح خط بحري دائم من ميناء الحسيمة إلى الموانئ الاسبانية و الفرنسية و الايطالية (أوروبا) •فتح خط بحري جهوي يمتد من السعيدية و الناظور مرورا بالحسيمة و تطوان وصولا إلى طنجة و العرائش و تجهيزها بالبواخر السريعة. • الترخيص للابناك الجهوية تماما كما تم الترخيص للابناك الاسلامية و المركزية. • ضرورة استثمار التحويلات المالية للمهاجرين في الحسيمة و الناظور و عموم مدن و قرى الريف الكبير. • تقديم دعم حقيقي سياسي ودبلوماسي وازن للمهاجرين، ومساندة مطالبها العادلة في المواطنة الكاملة هنا و هناك •تعليم اللغة الامازيغية الريفية و كل اللغات والثقافات المغربية و تاريخ المغرب للأجيال الصاعدة لأبناء الجالية، و الاعتناء بالذاكرة الجماعية للمغاربة بكل مكوناتها، مع إتاحة الفرصة لممثلي الجالية للإشراف على هذه المهمة بدل القنصليات. • حماية المهاجرين أمام تفشي و تنامي الاعتداءات العنصرية. • إعادة النظر في تصدير أئمة الرباط التي تدعو للفتن و التفرقة و تنشر المخزنة في بيوت الله، مع ضرورة تحييد المساجد من كل أشكال السياسة بما فيها الرسمية. • إعادة النظر في دور القنصليات و السفارات و جعلها في خدمة و حماية المهاجرين و وضع حد للفساد و التسيب و المحسوبية و استعمال الامازيغية إلى جانب العربية في المؤسسات الرسمية للدولة. • وضع حد للممارسات الزبونية و البيروقراطية و الابتزازية التي يتعرض لها المهاجر في الحدود و الإدارات المغربية ، سواء أثناء العبور ذهابا وإيابا، أو خلال فترة قضاء العطل. • وضح حد لاهانات الخطوط الجوية الملكية و احتقار المواطنين المغاربة و احترام المواعيد و ضبط عدد المقاعد، و وضع حد للأثمان الخيالية لتذاكرها وخصوصا في فترات الذروة. • إيجاد حل لمشكل البواخر الرابطة بين أوروبا و المغرب، و حماية المهاجرين من السرقة والنهب أثناء الطريق (اسبانيا)، و حل مشكلة الاكتظاظ في الموانئ والانتظار الطويل في الدخول والخروج من و الى المغرب. • توفير شبابيك خاصة بالمهاجرين لحل أغراضهم الإدارية أثناء العطل. #مطالب_الحراك_الشعبي سعيد العمراني / بروكسيل بتاريخ 20 يناير 2017 ملحوظة: نضع هذه المقترحات في أيدي كل المناضلين و المناضلات للبث فيها و اغنائها و تطويرها و ضم ما هو صالح منها في الوثيقة المطلبية لحراك الحسيمة.