هل تعرفون "كفريا" و"الفوعة" ؟ هما مدينتان سوريتان صغيرتان ليستا طبعا بحجم "حمص" أو "حلب".. مدينتان توجدان في محافظة "إدلب" في الشمال الغربي السوري..ومعلوم أن محافظة "إدلب" يسيطر عليه "جيش الفتح" المكون من "جبهة النصرة" التي هي رأس الحربة و"أحرار الشام" وبعض المجموعات الصغيرة الأخرى..رفضت هاتان المدينتان الانصياع للإيديولوجية الوهابية..فكان عقابهما الحصار المحكم من كل الجهات..منذ اندلاع الأحداث المأساوية في "سوريا" بمباركة أطراف غربية وإقليمية..وكان مصيرهما التجويع والقتل اليومي بالصواريخ والغازات السامة..بقي في "كفريا" 13000 نسمة..وفي "الفوعة" 8000 نسمة..لا ماء لا طعام لا كهرباء لا دواء..ما يقارب خمس سنوات والمدنيون أطفالا ونساء وعجزة تحت الحصار الوهابي..والشاشات مطفأة..والفضائيات صامتة..وفقهاء العار متواطئون.. لا أحد يتكلم عن "كفريا"..لا أحد يتكلم عن "الفوعة"..أتدرون لماذا ؟؟..لأنهم موالون للنظام..لأنهم شبيحة..كلهم بعددهم الهائل شبيحة..حتى أطفالهم شبيحة..وحيواناتهم الأليفة شبيحة..ودواجنهم شبيحة..حتى أنه لشدة "شبيحتهم" صرح علنا الشيخ السعودي "عبد الله المحيسني"..المسلم في الله ولله..زعیم ما يسمى "جيش الفتح" طالبا من الدول التي تدعمه..ويأتمر بأوامرها طبعا..متمثلة بأمريكا والسعودية وغيرهما بالتبرع بمليون دولار لصنع صواريخ من أجل إزالة كفريا والفوعة ومسحهما من الوجود.. قتل من سكان "كفريا" والفوعة" أكثر من 1743 شهيد..طبعا قتلوا خلف الشاشات ووراء الفضائيات..قتلوا في دهاليز التاريخ.. يدافع عنها أزيد من 5300 مقاتل من القوات الشعبية..رافضين سيطرة الوهابيين عليهم..ويأملون أن يأتي النصر القريب..ولا يعولون على شاشات التضليل..وفضائيات العمالة..مثلهم مثل مدنيي "اليمن" و"البحرين" و"ليبيا"..ولا يأبهون إن أذرفت على "حلب" أنهارا من الدموع..ولم تنزل عليهم دمعة واحدة..ولا يعبؤون بأنوار صومعة "إيفل"..في قلب باريس..التي أطفأتها "فرنسا" تضامنا مع "حلب"..ولم تطفئ عليهم مصباحا واحدا..كما لم تطفئه على أطفال "اليمن"..وحدها "حلب" مدرة الدموع ومطفئة الأنوار..لكنهم يعرفون أن هناك "قتلة" يذرفون دموع التماسيح.. ومغفلون يسرق "الإعلام" المخدوم دموعهم..ويخطف عواطفهم..وهناك أيضا البكاؤون الإيديولوجيون لا يبكون إلا على من كان على مذهبهم..ويتشفون في الغير..كل الغير الذي ليس على ملتهم..كما يعرفون أن أنوار فرنسا المطفأة ما هي ظلمة متعمدة لإخفاء ضحاياها الليبيين المدنيين الذين سقطوا بالجملة تحت صواريخ طائراتها.. حين كان قلبها وعينها على النفط الليبي..وليس على ضحايا قصف طائراتها للمدنيين الأبرياء..لا بد للاستعمار من خطاب..لكن خطابه دائما نفاق ودجل مفعم بالخبث والمكر..ولا عزاء للمغفلين ضحاياه..