لا يختلف إثنان حول الدور الذي لعبته وتلعبه المؤسسة الأمنية بعمالة المضيقالفنيدق في إستتباب الأمن والطمأنينة في نفوس ساكنة المنطقة وزوارها. وهذا الأمر ليس غريب عن مدن هذه العمالة باعتبار أن الإدارة الأمنية لهذه المنطقة على الرغم من افتقادها للعديد من وسائل العمل، إن على المستوي البشري أو اللوجيستيكي، وذلك منذ استحداث المنطقة الأمنية، إلا أنها أبانت غير ما مرة عن قدراتها وإمكانياتها، ليس فحسب في ترسيخ وتثبيت الأمن بين السكان ومختلف المؤسسات الإنتاجية، وإنما أيضا على مستوى التواصل مع المواطنين، وهذا أمر قلما يمكن العثور عليه بين رجال الأمن إلى درجة أن بعض الأصوات كانت قد ارتفعت في وقت سابق مطالبة بتعزيز الجهاز الأمني بالعنصر النسوي. ولا يمكن بأي حال من الأحوال، وهذا ليس محاباة أو مجاملة أو صدفة، أو حتى مبالغة، أن نقر بهذا الأمر دونما العودة إلى الفريق المسؤول على المنطقة الأمنية وعلى رأسهم السيد أحمد قنديل رئيس المنطقة الأمنية بالعمالة، ورئيس مفوضية أمن مرتيل السيد رضوان الكوش، ورئيس مفوضية أمن الفنيدق السيد سعيد المغلغل، بل بمكن الجزم أن أغلب رجال ونساء الأمن بالعمالة أضحت تنتهج استراتيجية واضحة سطرها والي أمن تطوان السيد محمد الوليدي. فرئيس المنطقة الأمنية بعمالة المضيقالفنيدق ومنذ توليه رئاسة المنطقة الأمنية، وهو يحاول ترسيخ مبدأ التواصل مع المواطنين وجعلهم يعتقدون بأن رجل الأمن شريك وهو ملجأهم وليس العكس، تماشيا مع التوجيهات الملكية التي لطالما حثت وتحث على ضرورة التواصل مع المواطنين، وعلى أن مختلف مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسة الأمنية خلقت من أجل خدمة المواطن وليس العكس. ومما يدفع بضرورة الاعتراف بهذه الإنجازات لرئيس المنطقة الأمنية بعمالة المضيقالفنيدق، ولكافة الفريق الأمني بهذه المنطقة الأمنية، هو قربها من أوروبا، ومن مدينة سبتةالمحتلة تحديدا، وتجسيد مبدأ التواصل مع المواطنين المغاربة والأجانب إنما هو إنجاز يعتبر في حد ذاته شكلا من أشكال محاصرة المدينةالمحتلة، ليس بالكلام الشفوي أو بأي شكل من أشكال الحصار السلمي التواصلي، الذي يروم في نهاية المطاف تجسيد مبدأ تحرير الإنسان في عموم مناطق الشمال من مظاهر البؤس الاجتماعي والسياسي والديمقراطي بغرض تحرير المدينتين. ولعل هذا الإنجاز على المستوى الأمني من شأنه أن يرسم للمواطنين المغاربة بمدينة سبتةالمحتلة وأيضا للإسبان والأجانب صورة حقيقية عن المؤسسة الأمنية المغربية وعن رجل الأمن المغربي الذي بكل تواضع يمكن القول إنه على مستوى هذه المنطقة يجسد المفهوم الجديد للسلطة رغم بعض التجاوزات التي نراها بين الفينة والاخرى تصدر عن بعض رجال الأمن بالمنطقة، لكن تظل النقطة السوداء بالمنطقة ككل هي المعبر الحدودي باب سبتةالمحتلة الذي يتطلب معالجة حقيقية، والضرب بيد من حديد على كل العناصر الفاسدة التي تسوء لهذا الجهاز الحيوي والحساس، والتي تضرب في الصميم كل الجهود التي مافتئ القائمون على هذا الجهاز بالعمالة يبذلونها من أجل الارتقاء بالمؤسسة الأمنية للمستوى الذي ينشده المواطنون، ويعطون ببعض تصرفاتهم المشينة، خاصة بالمعبر الحدودي، صورة سلبية لدى المواطنين والزوار الأجانب عن الجهاز الأمني برمته ببلادنا، وهو ما يتنافى والعمل المحمود الذي ينتهجه المسؤولون والقائمون على المؤسسة الأمنية سواء بعمالة المضيقالفنيدق أو على مستوى ولاية أمن تطوان، أو مركزيا على مستوى المديرية العامة للأمن الوطني الذي ما انفك مديرها العام السيد عبد اللطيف الحموشي يسعى جاهدا إلى الارتقاء بالجهاز الأمني بالبلاد وتجويد خدماته وجعله في خدمة المواطن قولا وفعلا تماشيا مع التعليمات الملكية السامية في هذا الإطار. فالمنطقة الأمنية المضيقالفنيدق، ورغم كابوس المنطقة الحدودية، والتي عادة تكون في جميع المناطق الحدودية العالمية مؤشراتها في مجال الجريمة مرتفعة، فإنها تشكل الإستثناء، على الرغم إكراه آخر تواجهه في كل موسم صيفي حيث يصل عدد سكان المنطقة إلى مايفوق المليون نسمة، بفعل الجادبية السياحية للمنطقة، إذ يسجل لفائدة هذه المنطقة الأمنية قدرتها على محاصرة ظاهرة الجريمة العابرة أو المنظمة، وهذا وحده يجعلنا نرفع القبعة للأجهزة الأمنية بالولاية ككل وليس فقط للمنطقة الأمنية. إننا كرجال إعلام من واجبنا رصد مكامن الخلل ومظاهر الجريمة أينما حلت أو إرتحلت، لكن بالمقابل من مسؤولياتنا أن نرفع القبعة والتنويه بكل مجهود يصب في مصلحة المواطن والوطن، فلكل رجال ونساء الأمن بالمنطقة الأمنية ألف تحية وتقدير، دون محاباة أومجاملة.