قد يكون إخوان بن كيران بمرتيل لديهم الحق عندما لم ينصبوا على رأسهم زعيما يحتكمون إليه في إدارة شؤونهم الحزبية وتركوا هذا التدبير أمرا مشاعا بينهم في إطار من التشوار الداخلي تكون فيه الكفة المرجحة هي تلك التي تمتلك للأصوات الغالبة عدديا،وبهكذاإخراج إستطاعوا ربما أن يوجدوا لأنفسهم موطء قدم بين الكبار داخل المدينة دون أن نغفل طبعا الإشعاع الحزبي الذي طبعتة كارزمية شخصية بن كيران على المستوى الوطني والذي نال من حظوته الإخوان بمرتيل لتحقيق الأرقام المحصل عليها مؤخرا.مناسبة هذا الكلام هي إستقالة السيد أشبون من العمل السياسي وفقدان علي أمنيول للكثير من شعبيته داخل المدينة وتراجع أسهمه في البورصة الإنتخابية المحلية مقارنة بالإستحقاقات المحلية السابقة والهالة التي رافقت حملته البرلمانية الحالية.نعم كان للسيد أشبون الدور الكبير في تثبيت دعائم حزب بنبركة بالمدينة حيث إستطاع بقوة شخصيته ووضوح رسالته آنذاك أن يجمع من حوله أطرا وكوادرا ومناضلين قلما جادت بهم الأزمنة المعاصرة في ملحمة تاريخية إستطاعت إقتلاع جذورالتخلف والخوف من نفوس الساكنة كل ذلك كان يتم وفق منظومة حزبية جد متطورة وربما سابقة لزمانها حيث كان الإلتزام الحزبي هو المبدأ الأساس للتداول الحر والديمقراطي تنتج عنه قرارات يلتزم بها الجميع دون إنفراد القائد برأيه.لكن عندما تتضخم الأنا و يصبح الزعيم مركز الكون ويصيرالحزب إلى مقاولة والمناضلون إلى وكلاء تجاريون تصبح القيم سلعة تباع وتشترى وفق منطق الربح والخسارة حتى إذا ما ترشح الزعيم مستقلا فإن القواعد تجد أكثر من مبرر ومصوغ للوقوف إلى جانبه ضد إرادة الحزب المركزية، وأليس الزعيم هو رب العمل؟ فماذا كانت النتيجة إلا إنحدار تلوى الإنحدار وتقهقر إلى آخر فلم يبقى من الحزب إلا الإسم ومن المناضلين إلا العشيرة والكوادر الملتحقة في الوقت الضائع من الزمن السياسي للحزب والتي ربما كان طموحها أكبر من الواقع الذي لا يرتفع حيث شيوع ثقافة جوع كلبك يتبعك.بالنسبة لعلي أمنيول فإن الأمر يختلف كليا عن سابقه حيث لا وجود لشيء إسمه التنظيم وإنما هي الخلافة والبيعة على نهج الدولة الأموية حيث إستطاع بشخصيته الجذابة وبماله الوفير أن يحشد الهمم وينتصر في إحدى أسوإ الإنتخابات عرفتها المدينة وذلك سنة2009 عندما إستطاع أن يدك قلاع الإتحاديين بنفس الأسلحة التي واجهوه بها إلا وهي المال والبلطجة في تحول سافر لقواعد اللعب داخل المدينة حيث إستبدال القيم الحزبية بالمال الحرام والمناضلين بالبلطجية من كلا الفريقين.كان باستطاعة علي أمنيول عندما إستباب الأمن لديه أن يغير من الخطة ويعوض ما ضاع من مجهود بدني ومالي أن يجعل من محيطه قوة جذب سياسية عندما إلتحق به مجموعة من الكوادر حاملة معها مجموعة من الأفكار والقيم لكن على ما يبدو أن هذه الكوادر قد تكون وجدت في علي الضرع الذي لا ينضب حليبه فاستهواها المقام فنسيت اليوم الذي قرأت فيه لماركس ولينين نظرايتهما في الإشتراكية والتقدمية .فكان ما صارت إليه الأمور حيث رضخت هي الأخرى لطغيان شخصية علي حيث لم يجد بنعبود مناصا من إغلاق أبواب الحزب يوم إفتتاحه لإن الحزب هو علي وعلي هو الحزب في ماذا ستنفع الإجتماعات داخل المقر إدا كانت القرارات الكبرى تخرج من المزرعة لينفذها الأتباع بدون نقاش مادام علي يملك مفاتيح الخزنة.النتيجة هي حوالي 4000 شخص مقيد في لوائح يتقاضون أجرا مقابل قيامهم بحملة لصالح الكتاب لم يستطيعوا إقناع سوى 500 ناخب للتصويت عليه هذا ما تقوله الأرقام .وهذا هو الرقم الذي حصل عليه علي في مرتيل.إذن نحن أمام أنتخابات تدار بمنطق الوزيعة وليس بمنطق التربية على النضال والإيمان بالمشروع السياسي للحزب منطق سيزداد توغلا وإستفحالا إدا لم يتم تداركه بسياسة القرب الحقيقية عند المواطنين واستبدال منطق الريع والإغراء بمنطق التربية النضالية داخل مقرات الأحزاب سواء عند الإتحاد الإشتراكي أو التقدم والإشتراكية وذلك ليس بعزيز لدى مناضلي هاته الأحزاب العريقة .يبقى في الأخير أن أهمس في أدان إخوان بن كيران بمرتيل أن سياسة النظر من ثقب الباب و ملء الكرسي الفارغ لن يكون لها جدوى في المستقبل إذا ما إستجمع الإشتراكيون والشيوعيون هممهم واستخلصوا العبر من الذي صار لأن لديهم من الإمكانيات والوسائل ما يجعلهم قادرين على إعادة التوهج لكياناتهم السياسية.