فككت مصالح الأمن بتطوان، نهاية الأسبوع الماضي، شبكة دولية مختصة في سرقة السيارات بالخارج واستيرادها إلى المغرب بواسطة وثائق ولوحات مزورة عبر مركز العبور باب سبتة، إذ تمكنت من إيقاف ثلاثة أشخاص منها بعد محاولتهم الفرار. وذكر مصدر مطلع ل»الصباح»، أن تفكيك الشبكة جاء بعدما أشعرت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بتطوان بضرورة الانتقال إلى الطريق الدائري لمدينة المضيق بالقرب من حومة الواد قصد إجراء بحث وتحر بخصوص واقعة حادثة سير ألحقت أضرارا مادية بملك الغير وملك الدولة لثلاثة أشخاص حاولوا الفرار بعد ارتكابهم الحادث. وإثر ذلك، انتقلت الفرقة الأمنية إلى مكان الحادث فوجدت أن الأمر يتعلق بحادثة سير لسيارة من نوع «رونو لاكونا» تحمل صفائح فرنسية، اصطدمت بأحد الأعمدة الكهربائية ثم ارتطمت بباب مرأب وألحقت بهما أضرارا مادية كبيرة، حيث كان على متنها ثلاثة أشخاص، ويتعلق الأمر بالمتهم الأول المدعو (ع،ش) ميكانيكي يبلغ من العمر 38 سنة ويقطن بمنطقة الملاليين (الرميلات) بتطوان، والذي تبين عند تنقيطه بالناظم الإعلامي والمحفوظات الولائية بمصلحة التشخيص القضائي أنه يشكل موضوع بحث من أجل المساطر المرجعية، والمتهم الثاني المدعو (أ،س) البالغ من العمر35 سنة، سبق له أن قدم إلى العدالة الاسبانية من أجل العنف والهجرة غير المشروعة، والمتهم الثالث المدعو (م،م)، البالغ من العمر 27 سنة، القاطن بحي راس لوطا بمدينة الفنيدق من ذوي السوابق القضائية من أجل التهريب والاتجار في السلع المهربة. وحسب المصدر ذاته، فقد تبين للمصالح الأمنية أن السيارة المشبوهة موضوع الحادثة لا تتوفر على أي وثيقة، وعند تفتيشها تم العثور على صفيحتين معدنيتين تحملان رقمين أجنبيين، إضافة إلى وثائق سيارات أخرى، وبيانين مؤقتين لاستيراد وسائل النقل لا تحمل أي بيانات باستثناء طابع موظف إدارة الجمارك، ورخصة السياقة إسبانية مزورة تحمل صورة المتهم (ع،ش) إلى جانب مجموعة من المفاتيح الخاصة بعدد من السيارات. واستنادا إلى المصدر ذاته، انتقلت الفرقة الأمنية إلى محل سكناهم فعثرت على وثائق تتعلق بعقود بيع بعض السيارات وبطاقات رمادية وبعض الوثائق الأخرى، من بينها بيانات تتعلق باستيراد مؤقت لإحدى السيارات. واستنادا إلى معطيات حصلت عليها الصباح، تم توجيه الوثائق الخاصة بالسيارات التي تم العثور عليها إلى مختبر المصلحة الولائية للشرطة التقنية بتطوان لإجراء خبرة عليها وتبيان صحة البيانات الواردة فيها، كما تم التنسيق مع إدارة الجمارك بباب سبتة لتنقيط البيانات المتعلقة بالوثائق والتي تتعلق بالورقة الرمادية لبعض السيارات المزورة إضافة إلى اللوحتين المسجلتين بفرنسا إذ تبين أن الأرقام تخص سيارات من نوع آخر ومسجلة بأسماء أخرى إذ قام أصحابها باستيرادها في وقت سابق ثم غادروا التراب المغربي عبر المركز الحدودي باب سبتة بعد وقت قصير. وذكر المصدر ذاته، أن بعد البحث والتحري مع المتهمين الثلاثة، استطاعت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بتطوان التوصل إلى أن المتهم الأول وشركاءه يحتفظون بسيارات أجنبية تحمل صفائح مزورة ببعض المرائب الموجودة في كل من مدينتي المضيق وتطوان أحدهما بشارع محمد داوود، واستنادا لذلك انتقلت إلى المكان المذكور حيث عثر على ثماني سيارات تختلف أنواعها كانت تتواجد في أماكن متفرقة وتحمل صفائح مزورة. وحسب المصدر ذاته، اعترف المتهمون الثلاثة بالمنسوب إليهم إذ أفاد المتهم الأول (ع،ش) أنه تعرف على مواطن إسباني يدعى(خ،و) بحي برينسيبي، يدير شبكة دولية متخصصة في سرقة السيارات بالخارج بواسطة وثائق ولوحات ترقيم مزورة إذ يعمل على إدخالها إلى المغرب بطرقه الخاصة لبيعها، فاقترح عليه العمل ضمن الشبكة وأسند إليه مهمة استيراد هذه السيارات من داخل سبتة وبيعها بالمغرب، وفي هذا الصدد تعرف المتهم على أشخاص آخرين استعان بهم في استيراد عدد كبير من السيارات. يوسف الجوهري (تطوان)