تعيش كلية العلوم بتطوان مرة أخرى وقائع مأساوية بسبب تملص الإدارة من تحمل مسؤوليتها اتجاه قرارات اعتبرها الطلبة مجحفة في حقهم، و تمثلت بالأساس من حرمانهم من اجتياز الدورة الاستدراكية، و الرفع من سقف النقط التي تخولها، و ما إلى ذلك. و هذا ما دفع بهذه الأخيرة إلى التعامل مع المشكل بدهاء حين أجلتها لهذا الحين. و قد اتخذت بالشأن احتياطاتها اللازمة من هؤلاء الطلبة لتعلم الأمن "بحالة طوارئ" و كأنهم اعداء هذا الوطن و ليسوا أمله في الغد. شعار طلبة هذه الكلية الآن في حداد بجملة "ماراضينش" و لهم الحق في ذلك، لأن لا خير في أمة يهان مدرسها و يضرب طلابها بجحافل من مطبقي نداء القاهرين المسبدين تحت ستار ضبط الأمن، و عار أن يواجه أبنائنا في حرم جامعاتهم و هم عزل بشتى أنواع "الزراوط" و القمع و القهر و يعاملون معاملة أقل من معاملة المجرمين الذين يزعزعون بحق أمن المواطنين. آهات الطلبة و صراخهم أعاد للذاكرة أنين اهل قطاع غزة و صراخ أهل الشام و العراق…عندما اشتد حمى "الوطيس" من جراء تسرب بعض الشباب للداخل لإجراء الامتحان، و كان "السيمي" بالباب كما توضح الصورة حيث تسطر هؤلاء بجانب رجال الأمن الذين لم يسمحوا بالدخول إلا لمن يحملون استدعاءات الامتحان، و عندما"فلت" البعض منهم أقفلوا أبواب الكلية ودخلوا لمحاصرتهم عبر الأسياج كما توضح الصورة، كما قام الأمن أيضا بتوزيع أوراق الامتحان و الحراسة بالقاعات، و عندما اشتكي الطلبة من الرعب الذي زرع فيهم كانوا يطردون من الحجرات لتبين للجميع أنهم في حرب هوجاء ضد الأمن الذي من المفترض أن يحميهم من قهرالظلم بدل أن يطاردهم، و هم لا يشتكون إلا من ضرورة الوصول لحقهم المشروع المتمثل في اجتياز امتحان ليس سوى عتبة مرور لسنة تحصيل موالية. الفتيات اختبأن في المراحيض من هول ما حدث لكن عصي القمع لاحقتهم بالضرب و التكسير، والصور شاهدة على ذلك و اتهمن بإلصاق الذل و الهوان بالبلد. كسر أيضا زجاج المدرجات للدخول على من اختبأ بها، أضف إلى تشنيف آذان الطلبة بالكلمات النابية التي لا يتوانى بعض رجال "المخزن" من استعمالها.المهم أن العديد من هؤلاء شبه المطاردة بحرب هوجاء لم يشهد تاريخ الجامعة لها مثيل و السبب لا يكمن إلا في المطالبة بحق مشروع بني على تهم باطلة و قلب الطاولة على المظلوم ليصبح ظالما، و المشتكي ليعود جبارا متسببا في فتنة "أكل" منها ما لن يمحى من ذاكرته على مر العصور، حتى بات كارها للعلم و التحصيل وساخطا على ما يمكن أن يضمد جراح منظومة متضعضعة تبتلع درجات التقدم الواحدة تلو الأخرى.