الرياح الأخيرة التي ضربت المنطقة الشمالية والتي تسببت في فيضانات خطيرة لوادي مرتيل وقطع الطرق بولاية تطوان كلها، أبانت مرة أخرى أن قضية حياة السكان تظل دائما في خطر ما لم تعجل السلطات والمسؤولين المنتخبين بوقف نزيف التعدي على ضفاف وادي مرتيل والبناء فوقه. رياح الشرقي التي هبت على مرتيل ربطت البحر مرة أخرى بمصب الوادي ووصلت المياه الجارفة الى احياء الديزة الداخلية مهددة بكارثة انسانية لا قدر الله ،وهذا كان منتظرا بعدما سكت الجميع على البناء فوق وادي مرتيل وكذا عمليات سرقة الرمال وبالشكل البشع الذي افرز انعدام الغطاء الطبيعي أمام البحر خاصة في المنطقة المسماة "المخيم البدائي امام الديزة "طبعا هذه مخلفات مراحل او لنقل عقود من سوء التدبير وليست وليدة اليوم، ولكن الوضع حاليا يتطلب صرامة وحزما خاصة أن اعلى سلطة بالجهة والي المنطقة السيد اليعقوبي قال مند مدة قليلة في لقاء مفتوح مع فعاليات المجتمع المدني بمرتيل ما معناه ان منطقة الديزة مبينة بدون أية مواصفات تقنية سليمة وفوق الوادي بشكل يجعلنا نقول إنها ليست في مأمن وأن الخطر يداهمها باستمرار …وظهر هذا الأمر مرة أخرى في الأمطار الأخيرة ففي ليلة السبت وفي ظرف ساعات قليلة ارتفع هيجان البحر بشكل خطير وبدأت امواجه تسارع الخطى نحو حي الديزة بل عاد المجرى الطبيعي لوادي مرتيل الى مصبه مرتبطا بالبحر وبدأت تظهر معالم كارثة انسانية قد تكون بأرقام مهولة خاصة بعدما اشارت النشرات الجوية الى تساقطات كبيرة مصاحبة برياح عاتية ومن ألطاف الله ان الأمطار انتقلت الى مناطق تطوان وما فوقها وظلت في مرتيل محدودة مما ساهم في عدم انفلات زمام الامور وحفظ ارواح الناس ولله الحمد السلطات تحركت بشكل سريع وشوهد تواجد ميداني لعامل المضيقالفنيدق في أكثر من بقعة بالمنطقة مصاحبا بباشا المدينة والقياد والاعوان ومن جهته قام المجلس البلدي وباقي المصالح بالإجراءات الضرورية لمعالجة أي طارئ، ولكن كما قلنا يظل الوضع معرضا بشكل دائم لخطر داهم وتظل الحقيقة الوحيدة الفارضة نفسها لحماية أرواح الناس تصب في باب واحد قوامه : حي الديزة منطقة خطيرة على حياة الناس والبحر والوادي يظلان دائما متربصان بالحي وبسكانه وأية حلول ترقيعية لا تأخذ في الاعتبار هذه الحقائق العلمية تظل مجرد در الرماد على العيون وكما يقال "ما كل مرة تسلم الجرة". ويظل الأمل في المشروع الملكي الضخم لتهيئة سهل ووادي مرتيل والتنمية المرتبطة بهذا الوادي التاريخي وخاصة في منطقته "الدراع الميت"، التي تتعرض بشكل مستمر للطمر وللتخريب وبطريقة همجية …يظل المشروع الذي انطلقت بدايته في تطوان السنة هاته أمل كل الغيورين على تاريخ المنطقة لإعادة الاعتبار للوادي ولوقف نزيف الطمر وتعويض الساكنة في مناطق آمنة ، لحفظها من الموت المحقق اذا مابقيت هناك.