ما راج بالأمس عن قصة حب غريبة حين هدد شاب على إثرها بالإنتحار إن لم يحضروا له حبيبته المدعوة "خديجة" اعتبرناه حماقة كسائر الحماقات، و ما دار من تعاليق بعدما روجت صورتها بين كل الصفحات الإلكترونية و الورقية اعتقدناه خدعا في فن التصوير، ليثبت و بالملموس أن القصة حقيقية و معبرة عن واقع مرير. واقع ألفناه كلما شاهدنا شباب أدمن على آفة هذا العهد: "المخدرات" و كلما عاينا ظروف من تركوا بيوتهم من بعد قهر أو ضيم او تشرد، و ارتموا في أحضان الشارع المجحف، ليقطعوا الصلات بذويهم و أقاربهم الذين غالبا مالا يعترفون بهم، و لا يبكون همّا لفقدانهم وليظل" المتسكعون المتشردون" من بين الحاقدين عليهم من كل الأطياف. خديجة التي كانت بطلة هذا العيد تناولت الصفحات الزرقاء صورتها بكل تهكم، وشبهتتها بلاعب كرة من دول جنوب الصحراء، كما تمادى البعض في نعتها بكل نعوت القبح. المشكلة ليست في خديجة القبيحة الوجه، لأن الجمال ليس جمال الوجه بل جمال الروح. والمشكلة ليست في مراد المتسكع كما وصفه الفيسبوكيون. و ليست المشكلة في كون صاحبة الشعر الطويل هي خديجة أم لا… المشكلة في :" من المسؤول عن تخفي فتاة في شكل وملابس رجولية ؟ قصة خديجة هذه والتي تتمحور حول فتاة من ورزازات أرهبتها قوة و سخط أب غاضب من نتائج رديئة ، وأرغمتها على الهروب من البيت والاختفاء في شكل رجولي للإفلات من كبت حيوانات ضالة في صورة اناس عهدوا الاغتصاب، ولتشارك صبيانا مضجعهم لحين اكتشاف أمرها على لسان إحدى الجمعيات التي تعتني بشؤون المشردين، يوم عزمت أخذ كل الصبيان لحمام بمناسبة عيد من الأعياد، حيث رفضت الفتاة و بإصرار حتى انفضح أمرها. و لتظل على هذا الحال لحين التقائها بمراد: ذاك الشاب الذي كشف القناع عن قصة حب بين المتشردين الذين يملكون قلوبا نقية- تحب حتى النخاع- كل من تحس بتقارب نحوه، و تتشارك اللحظات الجميلة التي تؤرخ لها الذكريات كلما سنحت الفرصة لذلك. قسيس "فالنتاين" تتحدث عنه الأساطير بكونه شخص زنى بفتاة فتم رجمه حتى الموت، و "قسيس مراكش" كشف القناع عن واقع مرير ببلادنا أكد على أن للمتشردين قلوبا كسائر البشر يحبون بها و يهددون بالإنتحار لأجلها… فمن المسؤول عن تسكع شباب الأمة ورغبتهم في الانتحار أو التظاهر بالانتحار ؟ وما هي الظروف والأسباب ؟ وما السبيل لعلاجها؟؟؟ هذا ما يجب أن نتحدث عنه.