يزداد الحديث هذه الأيام عن فيروس زيكا مع ازدياد خطورته و انتشاره كوباء قاتل يهدد العالم , ما أجبر عدد من الدول التي انتشر فيها على اتخاذ إجراءات صارمة للمرة الأولى في تاريخها كمنع النساء مثلاً من الحمل حتى حين , و رغم أن الفيروس بدأ انتشاره في قارة أمريكا الجنوبية , إلا أنه سرعان ما انتقل منها إلى الولاياتالمتحدة , و عدد من الدول الأخرى , و يشير بعض المتخصصين إلى احتمالية انتقاله إلى دول عربية . و نظراً لخطورة وباء فيروس زيكا على الصحة العامة للمواليد و حتى الكبار, فإن بعض الدول العربية بدأت بالفعل إجراءات وقائية ضده , و نحن في هذا المقال سنعرض لقرائنا معلومات تفصيلية عن نشأة فيروس زيكا و طرق انتقال العدوى به و أعراض و علامات الإصابة به بالإضافة إلى طرق الوقاية و أساليب العلاج و التعامل في حال الإصابة . مقدمة و نبذة عن نشأة فيروس زيكا "زيكا" هو فيروس ينتقل عن طريق البعوض , و تم اكتشافه لأول مرة في دولة أوغندا عام 1947 في سلالة قرود "ريسوس" خلال مسح صحي للحمى الصفراء و أطلق عليه الإسم نسبة إلى غابة "زيكا" في البلد نفسه التي اكتشف فيه . بعد ذلك تم اكتشاف إصابة البشر بفيروس في كل من أوغندا و تنزانيا عام 1952 و انتشر أكثر من مرة في دول أفريقية و لاتينية . – ينتمي Zika إلى عائلة الفيروسات "المصفّرة" ( Flavivirus ) . – البعوضة التي تنقل الفيروس للبشر تسمى "Aedes " و معروف عنها أنها تعض في الصباح و في آخر النهار ( مصدر ) . أعراض الإصابة بفيروس زيكا – فترة الحضانة : لم يحددها الأطباء حتى الآن بشكل دقيق , لكن يُرجح أنها فترة صغيرة (بضع ايام ) . – الأعراض : تتشابه أعراض الإصابة بفيروس زيكا مع أعراض الحمى الصراء و عدد ىخر من الحميات المعروفة ,حيث تبدأ بارتفاع درجة الحرارة , و ظهور طفح جلدي بالجسم كله , و التهاب ملتحمة العين ثم آلام في العضلات و المفاصل مع توعك و صداع , و هذه الأعراض غالباً تكون متوسطة الشدة و تستمر من يومين إلى سبعة أيام . في فترة انتشار وباء فيروس زيكا في بولينيزيا الفرنسية عام 2013 و البرازيل عام 2015 , تم تسجيل حالات مصابة بمضاعفات عصبية و مناعية جراء الإصابة بالفيروس , و مؤخراً في البرازيل تم تسجيل عدد كبير من المواليد المصابون بالفيروس و الذي أدى إلى تضاؤل حجم أدمغتهم و تأخر نمو المخ بشكل كبير , فيما يشير إلى وجود رابط بين الفيروس و النمو العصبي و المناعي لكنه لم يتحدد بشكل قاطع ماهية هذا الرابط حتى الآن . طريقة انتقال عدوى فيروس زيكا بين البشر ينتقل "زيكا" إلى الإنسان بدايةً عن طريق قرصة بعوضة " Aedes aegypti" في المناطق الإستوائية , و هي نفس البعوضة التي تنقل امراض الحمى الصفراء و حمى الضنك و حمى "chikungunya " . و رغم أنه حتى الآن لم يتم تحري معلومات عن طرق انتقاله من مصاب إلى آخر , إلا أنه تم تسجيل عدد من الأوبئة في أمريكا الجنوبية بدايةً من 2007 في جزر Yap و بولينيزيا الفرنسية 2013 , ثم في البرازيل عام 2015 , و بعد ذلك انشر فيروس زيكا في أكثر من 13 دولة لاتينية . طريقة تشخيص فيروس زيكا يتم تشخيص "Zika" عن طريق عزل الفيروس من عينات الدم , و تقنية ( PCR ) , لأن تشخيصه عن طريق الاختبارات المصلية يكون صعباً جداً حيث يتفاعل الفيروس مع عدد آخر من المضادات الخاصة بالحمى الصفراء و غيرها . طريقة العلاج – لا يحتاج فيروس زيكا إلى أدوية خاصة . – المصابون البالغون يحتاجون إلى الراحة في السرير و تناول كميات كبيرة من السوائل , مع استخدام العلاج العرضي العادي للأعراض المصاحبة مثل المسكنات و خوافض الحرارة لعلاج الألم و الحمى . – في حال تفاقم الأعراض يتم الحجز بالمستشفى . هل يوجد تطعيم ضد فيروس زيكا ؟ – لا يوجد مصل "تطعيم" مضاد لفيروس زيكا حتى الآن . طرق الوقاية من فيروس زيكا " تجفيف المنابع " هو المصطلح الأفضل لاختصار طرق مقاومة هذا الفيروس الخطير , إذ أن السبب الرئيسي لانتشاره هو البعوض , و إذا قمنا بمنع تكاثر هذا البعوض فسوف يزول خطر الفيروس , أو على الأقل نمنع البعوض من الوصول للإنسان . يمكننا أيضاً استخدام طوارد الحشرات و تغطية الجسم بأكبر قدر ممكن في الأماكن الموبوءة , و إغلاق النوافذ أو وضع الأسلاك ذات الفتحات الدقيقة التي تمنع دخول البعوض . الإجراء الأهم في الوقاية يجب أن يكون موجهاً صوب أولئك الذين لا يملكون لأنفسهم حماية كالأطفال و المشردين , حيث أنهم يتواجدون في الأماكن الملوثة التي يتواجد فيها البعوض بكثرة و هم الأكثر عُرضة للإصابة . عن المحمول