ذكرني الأمين بوخبزة برواية الكاتب الإسباني Miguel de Cervantes ، Don Quixote de la Mancha "عندما خرج" Quixote"يحارب الطواحين مع صديقه "sancho" ، غير أن "سي الأمين" خرج لوحده دون "sancho"… هل فعلا الأمين بوخبزة يحارب الطواحين ؟. إن الطريقة التي إختارها السيد بوخبزة "لفضح" ، "رفاق" الأمس لم تكن ذكية حسب رأيي، بحيث أنه فضل المواجهة عبر مجموعة من الأشرطة قام بعرضها على موقع إخباري إلكتروني محلي ، و هي إلى حد ما متضاربة و غير مركزة ، و يتم فيها الإنتقال من موضوع إلى أخر دون توضيح الأول ، حتى نجده يتحدث في نقطة أخرى ، غير أنه لم يركز فقط على "عدوه" المباشر و المقصود ، هنا نقصد بعدوه محمد إدعمار رئيس الجماعة الحضرية لتطوان ، بل وسع الدائرة لدرجة أنه أقحم بعض الأسماء و هي مصادر لمعلوماته كالمدير العام للأملاك المخزنية الذي ذكره بالإسم ، أو شهادات في حق حزب "البام" كان قد صرح بها السيد عبد الإله ابنكران رئيس الحكومة المغربية في تجمعات تعبوية حماسية في الحملات الإنتخابية ، كمثلا وصفه لقادة " البام" ب "البوانضية …و…..ألخ" و مصطلحات أخرى من هذا القبيل ، مما سيجعل مجموعة من الاشخاص ستتخذ الحيطة و الحظر في التعامل معه ، خصوصا و أنه نهج منطق علي و على أعدائي ربما الذي إقترح عليه الشكل الذي تم به طرح خلافاته داخل حزبه ، كان ينوي توريطه أكثر مما كان يريد نُصحه و إنصافه ،فمثل هكذا صراعات كانت من الأحسن حلها داخل هياكل الحزب ، و لن نتطرق لنوع الخلافات داخل هذا الحزب لأنها لا تعنينا ، بقدر ما سنتطرق لردة فعل بوخبزة و نتائجها فقد قام أولا : * قام بإغضاب قيادة الحزب ، على المستوى المركزي ، لأن القيادات المركزية لها ألياتها لمعالجة الصراعات الداخلية ، و إشراك المواطن و نشر الغسيل الداخلي خارج هياكل الحزب يضعفه تنظيميا أمام " خصومه" . غيرأن الطرف الثاني و أقصد السيد محمد إدعمار نهج الطريق الصحيح ، من جانبه لم يرد ، بل أقحم قيادات الحزب ودعاها للحسم في ممارسات السيد الأمين بوخبزة. * في أخر شريط له اقحم السيد بوخبزة نواب رئيس الجماعة الحضرية في الصراع ، مما جعله يفتح عليه جبهة جديدة كان في غنى عنها ، ليبادر هؤلاء النواب سواء بالرد عليه ، مثل السيد عبد الواحد أسريحن عبر بعض المنابر الإعلامية الإلكترونية ، أو اللجوء إلى القضاء كما فعل السيد نور الدين الهروشي النائب الأول لرئيس حضرية تطوان ، الذي قام تقديم شكاية عمر محاميه إلى النيابة العامة و حتى النساء تم إقحامهن بتهم تقيلة جدا ، رغم أنه يؤكد على أنه يملك كل الأدلة عما يقول. الحزب على مستوى القيادة و هو يعرف أن الصراع سيتخذ منحا أخرا ، و أن مجموعة من "المتضررين" سيلجؤون إلى القضاء ، أخذ قرارا إستباقيا ، و علق عضوية السيد الأمين بوخبزة و كأنه يرفع الحصانة الحزبية عنه و يتبرأ منه حتى لا يكون طرفا في الصراع … يبقى ما دار و يدور من صراع بين الشخصين إنما ينبع من الإختلاف بين الجناح الدعوي داخل الحزب ، المتمثل في الإصلاح و التوحيد ، و الذي يركز على إبقاء المرجعية الدينية ، عمادا للحزب ، و الجناح "المتفتح" الذي يقود الحزب نحو الإنفتاح على محيطه و التأقلم مع طبيعة الأحزاب المغربية…غير أن "سي الأمين" لم يقتنع أن حزبه قد تحول إلا حزب كباقي الأحزاب السياسية بالمغرب … و لم يعد" يتميز " عنها منذ أن تقلد مهام تسيير الحكومة المغربية……يتبع.