بعد النجاح الكبير الذي عرفته حملة مشروع الحي المثالي بحي السويقة و الذي كانت انطلاقته سنة 2003 على يد جمعية النشاط الأخضر للتنمية المستدامة و المحافظة على البيئة و جمعية حماية المستهلك و المنتفع من الخدمات العمومية، حيث توسعت هذه التجربة وشملت المدينة العتيقة كتجربة ثانية حيث قررت الجمعيتان فيما بعد التوسع شيئا فشيئا في مشروعهما هذا حتى شمل مدينة تطوان بأكملها ثم المدن المجاورة ومن ثم تم احتضان الفكرة وتطبيقها في جميع مدن المملكة، وفي هذه السنة و حصريا بمدينة تطوان أيضا و بدعم من شركة أمانديس، نظمت الجمعيتان تظاهرة من 20 إلى 23 سبتمبر 2015 بفضاء باب العقلة و ذلك بنصب خيمة مجهزة بالوسائل السمعية البصرية و شملت عروضا لأفلام وثائقية ترشيدية و توجيهية، الهدف منها تغيير سلوكياتنا اتجاه بيئتنا في أحيائنا و شوارعنا و مدننا، والحفاظ على جماليتها ورونقها العام، إضافة إلى توعية المواطنين و مدهم بمعلومات حول الطرق الأنجع للذبح و السلخ، و تقديم نصائح عن الطهي و تخزين الأكل للحفاظ على صحتهم…فضلا على اللقاءات المباشرة مع المواطنين والتواصل مع الساكنة وتوعيتها بضرورة تكاثف الجهود للحفاظ على نظافة المدينة وذلك عن طريق توزيع عليهم مطويات تشمل معلومات ونصائح صحية وبيئية تحث المواطنين على احترام مواقيت إخراج النفايات تفاديا لانتشار الروائح وتشويه منظر المدينة، إضافة إلى توزيع أكياس بلاستيكية. و في خطوات قبلية، قامت الجمعية بمراسلة وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية و مندوبيتها بتطوان قصد تخصيص خطبة الجمعية لهذا الحدث الهام فضلا على تنصيب لافتات تحسيسية في أهم شوارع المدينة، ثم توعية باعة العلف بالتزام النظافة وحثهم على جمع بقايا مبيعاتهم ثم توعية وإسداء النصح لأصحاب شي الرؤوس و القوائم من استعمال أنواع الوقود للشواء و كذا حثهم على جمع نفاياتهم. و في إطار مهامها حول حماية المستهلك و ترشيده عالج طاقم الجمعية مختلف المكالمات و الشكايات الواردة عليها بخصوص جودة الأضاحي و أثمانها و كذا مشاكل المواطنين حول النقل بالمحطة الطرقية أثناء سفرهم إلى مختلف المدن في أيام الذروة التي تسبق العيد. و ختاما لأنشطتها بهذه المناسبة، قامت الجمعية بمعاينة ميدانية لمختلف الأحياء بالمدينة بعد انتهاء مراسم الذبح قصد تقييم عمل شركتي النظافة بالمدينة و كذا دور الجماعة الحضرية، بحيث لوحظ تقصير هذه الأخيرة بالترتيبات اللازمة قبل موسم العيد وعدم إشراك باقي هيئات المجتمع المدني خاصة جمعيات الأحياء مثل السنوات الفارطة بسبب انشغالاتها بالحملات الانتخابية، مما كان له أثر سلبي على نظافة المدينة و الصعوبة التي عاناها المنظفون أثناء القيام بواجبهم.