ما تعرفه المرحلة ما قبل الإنتخابات في تطوان له تفسير واحد ،هو أن مفهوم الحزب ببعده الإديلوجي قد تم تغييبه ، لتتحول كل الأحزاب إلى فرق لكرة القدم و التنقل بينها اسهل بكثير من الإنتقال بين فرق كرة القدم في البطولة الوطنية ، و أن التربية و التكوين السياسي لا علاقة لهما بالأحزاب السياسية مقارنة على الأقل بالأحزاب السياسية في الجارة إسبانيا ، كما ينطبق عليها المثل الذي قاله اليهودي لأمه " إعملي خطري أو نسلم" . فإما أن اكون من العشرة الأوائل في اللائحة ، عكس ذلك كل سنة و أنتم طيبون ، هذا منطق عادي عند أحزاب تفتح أبوابها كدكاكين مواسم الاسواق الشعبية ، و المضحك في الأمر أن هناك أحزاب تتعمد البحث عن مقرات جديدة تكون في أماكن إستراتيجية مثلا شارع محمد الخامس …ألخ. نموذج تطوان لا يختلف كثيرا عن باقي النماذج في باقي المدن المغربية ، الفرق سنوضحه على الشكل التالي . عاش منعشو مدينة تطوان و تجارها معاناة كبيرة مع المجلس الحضري لمدينة تطوان ، فمعظم مشاريعهم "المشبوهة" أو الغير قانونية ، كانت تقابل بالرفض اللهم التي كان يمررها حلفاء الرئيس في التسيير بالضغط تارة و بالتهديد بالإنسحاب من التحالف تارة أخرى .المنعشون العقاريون إعتبروها السبب الرئيس للركود الإقتصادي الذي عرفته المدينة "مصالحهم" ، إذا علمنا أن اي رفض لمشروع عقاري غير قانوني ، و نقصد بالغير قانوني لا يستجيب للمتطلبات القانونية مثل عدد الطوابق إلخ ، إنما ضرب للإقتصاد المحلي ، كبطالة اليد العاملة في البناء و معه تتوقف التجارة المرتبطة بالبناء ، كمعامل الأجور ،نقل الرمال ، محلات بيع مواد البناء..ألخ. من هنا كان على المنعشين العقاريين أن يستغلوا فرصة الإنتخابات لتصفية الحسابات مع هذا المجلس ، غير أن تكتيك هذه المرة سيختلف عن المرات السابقة . في السابق كان المنعشون العقاريون يختارون الشخص ، و هنا نؤكد لا يتم إختيار الحزب لأن كل الأحزاب متشابهة ، هذا الشخص يتم تمويل حملته بالملايين و نأخذ على سبيل المثال لا الحصر رشيد الطالبي العالمي ، و قبله عبد السلام أخوماش ، الحجام ، و اللائحة طويلة لا داعي لسردها ، هي عملية إستثمارية ، و بعدها يجني هؤلاء الأرباح من خلال تمرير ما يمكن تمريره من مشاريع ، و لما لا و الرئيس المنتخب هم من"صنعوه ". التكتيك الحالي سيتم بناؤه على طرق جد مختلفة فالذين كانوا يمولون الحملات "من تحتها" سينزلون لخوض غمار الإنتخابات ، من هنا نسجل نزول اشرف أبرون ، نور الدين الهروشي ، عبد اللطيف أفيلال الذي سينوب عن صهره مصطفى بنعبود و اللائحة طويلة ، و هنا نأتي ببعض النمادج على سبيل المثال و إختيار الاسماء غير مقصود بقدر ما هو توضيح للتكتيك الجديد. هؤلاء سينزلون بثلاثة لوائح لائحة لحزب الإستقلال و يترأسها اشرف أبرون ، من هنا نستنتج إبعاد الاسماء التقليدية من لائحة الحزب لأنها لا تملك شعبية نقصد " علاقات" مع مناضلي المواجهة ، هؤلاء المناضلون يتم وضعهم في الرتب الخمس بعد " الزعماء" خصوصا الاشخاص الذين لهم شعبية داخل أحيائهم و هؤلاء مهمتهم قضاء مصالح المواطنين عن قرب "شواهد السكنى" ، " رخص إضافة عداد بالنسبة لشركة امانديس" ، رخصة " إضافة طابق " ، العناية بالإنارة العمومية .هؤلاء أسميهم "المقتلين" من الدرجة الثانية و هم من يتحكمون في "صبيب" الاصوات و الطلب عليهم بقوة هذه الايام " عبد الكريم الشرقاوي – محمد العزوزي – البشير "بوجراح"- نور الدين و اللائحة طويلة. الائحة الثانية سيتزعمها رشيد الطالبي العالمي ، و لا يخفى على أحد مناورات حزب الأحرار في الإنتخابات خصوصا تركيزه القوي على الذين إصطلحنا عليهم " المقاتلين من الدرجة الثانية" ، و لعلى إعادة أعضاء الحزب القدماء الذين كانوا قد رحلوا إلى حزب العهد خير دليل على دهار رشيد الطلبي العلمي و معرفته بخيوط اللعبة، و كذلك من أين تؤكل الكتف ، خصوصا إذا علمنا أن إدعمار كان يراهن على هؤلاء لما لهم من شعبية كبيرة داخل أحيائهم . اللائحة الثالثة و التي ستكون لها كلمة قوية ، هي لائحة حزب الاصالة و المعاصرة ، و التي سيتزعمها السيد عبد اللطيف أفيلال شخص معروف بأخلاقه العالية ، و مع الاسماء التي إنضمت إليه سيخلق فريقا منسجما خصوصا و انه مسنود كما سبق الذكر بصهره و الذي لا شك ان له مصالح كبيرة في فوز ه برئاسة المجلس . هذه الفرق الثلاثة عازمة على إسقاط العدالة و التنمية من قيادة سفينة الجماعة الحضرية لتطوان ، و معاقبة الإتحاد الإشتراكي الذي لم يعطي الكثير للمدينة سوى الجري وراء مصالح أعضائه و أصدقاء أعضائه . دون ذلك تبقى الأحزاب الأخرى بعيدة كل البعد عن المنافسة.