"اشكون هاذ البياسة" ؟؟؟ كان التعليق بسيطا و مضحكا عن صورة انتشرت بسرعة النار في الهشيم في الصفحات الزرقاء لشاب يرتدي ملابس غريبة في عهدنا و يعيدنا لمشاهد تاريخية في أفلام دينية قديمة، لكن مع تطورات تصرفاته و إعلان أفكاره الجريئة واستعباده للناس كما كان الحال في زمن الرق، و تقرب المتعبدين له بالرغم من علو مراكزهم و السعي لإرضائه فذاك ما يطرح ألف سؤال لتعميق البحث في هويته والتساؤل عمن يكون. كتب عنه بأنه " الشيخ المربي، العارف بالله، العالم العلامة، الصوام القوام، فريد عصره، ونادرة زمانه، غوث هذه الأمة، و قطب هذه الدولة، صاحب الكرامات و الخوارق، بركة أقرانه، نور الأنوار، و علم الأعلام، الذي إذا تكلم أسمع، و إذا خاطب أقنع، و إذا مد يده إلى شيء أبدع، سيدي و مولاي محمد العربي الصمدي سليل البيت النبوي حفظه الله و نفعنا به"… بويع الشاب من طرف العشرات و أصبح محط الإهتمام، و السعي للتقرب منه من مراتب الشرف و حسن الحظ حيث يتم استقباله بتقبيل الأيدي و الركوع، لأنه يدعي أنه من سلالة الرسول صلى الله عليه وسلم و من نسب شرفه، و انه من أصحاب البركات والخوارق، كما تتم مبايعته بطريقة غريبة وجب التوقف عندها للتأمل كثيرا… فيما ذهب البعض في تحليل هذه الظاهرة الغريبة إلى اعتبار المغاربة " أميين" يمكنهم أن يجعلوا من أي تافه موضوعا مهما، و إلى الاستغراب لكون السلطات لا زالت في شرفة الفرجة تنتظر. ادعى البعض أيضا يكون الشاب مروج لمذاهب شيعية جديدة دخيلة على المجتمع المغربي، و انه يدعي بتوجهه الجديد هذا بكونه " المهدي المنتظر"…و ما أكثر الأقاويل الرائجة لأنه كما يقال: " الصاح اقليل ". الاخطر من هذا مما يجب أن يلتقت إليه هو ضرورة البحث عن سبب بروز ظواهر جديدة، غريبة، دخيلة، مبتكرة … على مجتمع عرف منذ القدم بكونه متعدد الثقافات و الديانات، يعترف بجميع أطياف أبنائه، و يترك المجال حرا طليقا لكل من يقطن به . لأنه اعتنق ومنذ القدم مبدأ التسامح و التآزر و التكافل على منوال تعاليم ديننا السمح المسامح، الذي لا يترك المجال فسيحا أمام من يحاسب و يعاقب، لأن من يتكفل بالأمر هو خالقه و مبدع نشأه سبحانه و تعالى. فمالداعي لترويج مثل هذه الخزعبلات و الظهور بمظاهر شاذة و غريبة تجر معها كل من تاهت به السبل وانقطع عنه خيط نور الله عز و جل؟؟؟ .