يعز علينا جميعا أن نشاهد "مرتيل" أو كما نعتها أجدادنا "مرتين" تحتضر أمام أعين الجميع و لا من مغيث. لا نخوة لأحد من المسيرين و إن كانت جذور أغلبهم منها لكي يوقف المد العشوائي الزاحف على جميع القطع الأرضية الصالحة و الغير صالحة للبناء؟ أما الفضاءات الخضراء، فلا وجود لها في قواميسهم ما عدا الشريط المتواجد في الكورنيش… التصدى لظاهرة التسول الذي يسيئ لسمعة أهلها بعدما أصبحت قبلة لكل ظال عديم الفائدة لنفسه قبل مجتمعه بات من رابع المستحيلات، فكثرت الجيوش العارضة لعاهات طبيعية و أخرى مصطنعة كي تجني الخير من موسم صيفي صادفته زكاة الفطر… "الدعارة"، إن سأل أحد عنها فموطنها الأصلي حاليا و بدون منازع هو هذا الشاطئ، و هلم ما يتبعه من انتشار لمقاهي الشيشة" -رغم غرابة الظاهرة علينا- و ترويج للمخدرات التي أصبحت مرتيل موطنها الأصلي بامتياز و منبع توزيعها بين أزقة الشبار و الديزة و غيرها لدرجة أصبح الحصول على مقر للسكنى بهذه الأحياء من أصعب ما يكون و لعل المثل الشائع هناك لجازم للأمر بعدما تداوله كل من يقصد تلك المنطقة: " الديزة بالفيزا". تجارة المفارش- و التي قيل و تكرر فيها الكثير دون جدوى – وجه آخر لتفشي الفساد بحيث عندما يستعصي الأمر حتى على السلطات قصد التصدي لذلك فعلى الدنيا السلام. حراس السيارات المثل الأعلى لبلد يأكل الضعيف فيه القوي، فهذه الفئة استقوت كثيرا ببعضها أو بمن يحميها لدرجة بتنا نطأطأ رؤوسنا و نساهم بغير رضانا في إعطائهم الشرعية لعمل تتجاهله السلطات و إلا لكان لزاما عليها تقنينهم و تخصيص أجور لهم كما تخصص لعمال الإنعاش الوطني على الأقل، أما استغلال الملك العام بذريعة " الجزا" فاللهم إن هذا لمنكر لأنهم محتكرون لأغلب الأماكن بل و حتى لأراضي مجزأة لازالت في ملكية أصحابها ، و أي رصيف قرب أي مقهى أو سوق أو حتى بعض الشركات فهي في ملكيتهم… و ما خفي كان أعظم!!!!!!! لا نجد فيما تغير بمرتيل إلا مستقبلا ينذر بشؤم كبير فتح الباب على مصراعيه للصوص و عاهرات و مفسدين و مرتشين سمحوا بانتشار المنكرات داخل المدينة، كما كانت الرمال تنتشر من قبل عند زحفها على المنازل أيام الرياح، فقضوا على كل جميل بها وكل ما كان يوحي بأنها مرتعا للراحة و الاستجمام – بما في الكلمة من معنى- و تناسوا لنوستالجيا صرخات البحارة "هالحوت، هالحوت" وإيقاعات ضربات" البارشي" المصاحبة لسنفونية أمواج البحر الهادئة… آمنة أحرات