عدسة عزيز الكمري سيعقد غدا الأربعاء 17 أبريل 2013 على الساعة الثانية عشر زوالا اجتماعا بمقر الجماعة الحضرية لتطوان سيخصص لاستئناف تدارس صفقة تدبير مرفق النقل الحضري، سيترأسه رئيس حضرية تطوان، محمد إدعمار، بحضور رؤساء الجماعات الحضرية والقروية المجاورة إلى جانب باشا تطوان وبعض أطر جماعة وولاية تطوان، إذ من غير المستبعد أن يتم الإعلان رسميا عن الشركة التي ستفوز بصفقة تدبير هذا المرفق، حسب ما أكدته بعض المصادر من داخل جماعة تطوان الحضرية. هذا، ويسود غموض كبير هذه الصفقة منذ أن تم الإعلان عن فتح طلبات عروضها الشهر الماضي، حيث سبق لإحدى الصحف الوطنية اليومية أن طلعت علينا أواخر الأسبوع الماضي بمقال مفاده أن الصفقة رست "بشكل نهائي" على شركة "سيتي بيس ترانسبور" (الإسبانية) حسب ما ورد في الصحيفة المذكورة، في حين أن هذه الأخيرة مغربية، لتفاجئنا صحيفة يومية وطنية أخرى يومه الثلاثاء 16 أبريل بخبر آخر على صفحتها السابعة مضمونه أن الصفقة قد آلت "مبدئيا" لشركة "نقل المدينة" وأنه من الممكن الإعلان عنها كشركة فائزة بالصفقة غدا الأربعاء، علما أن هذه الشركة كان قد سبق وأن تم الإعلان عن إقصائها في الدور النهائي، ليتم اقتصار التنافس بين شركة "سيتي بيس ترانسبور" المغربية و"ألزا بيس" الإسبانية !! خصوصا وأن كاتب الخبر الأخير ومدير مكتب هذه الصحيفة بتطوان، هو كاتب محلي لحزب مشارك في تسيير المجلس الجماعي لتطوان وموظف بنفس الجماعة… تضارب الأنباء غير المؤكدة حول هذه الصفقة، جعل الشارع التطواني في حيرة من أمره، متسائلا بشدة عن أسباب هذا التكتم الشديد الذي تنتهجه كل من الجماعة الحضرية لتطوان وولاية تطوان اتجاه هذه الصفقة رغم ما يتسم به مرفق النقل الحضري من أهمية قصوى في الحياة اليومية لمواطني المدينة ونواحيها، خاصة الفئات البسيطة والمتوسطة، كالعمال والطلبة والتلاميذ والموظفين الصغار…، والتي تشكل السواد الأعظم من ساكنة المدينة والإقليم.. للإشارة، فإن هذا المرفق، كما هو معلوم، تم احتكاره على مدى عقود طويلة من طرف لوبي متحكم يضم أباطرة كبار، ليس في مجال النقل فحسب، بل تعداه إلى مجال العقار والمقالع وغيرها، الذين يحظون بدعم خاص من لدن السلطات المحلية والمركزية، حيث راكموا وراء هذا القطاع ثروات خيالية على حساب عماله البسطاء، وما جاء به تقرير المجلس الأعلى للحسابات مؤخرا يغني عن كل تعليق… وبالتالي فقد حظي هذا الملف بحساسية خاصة، لم يتجرأ أي من المجالس المنتخبة المتعاقبة على تسيير المدينة فتحه أو النبش فيه حتى.. فهل بهذا التكتم المصاحب لهذه الصفقة يتم طبخ خطة أخرى في الخفاء حتى يتم إجهاض حلم ساكنة تطوان وإقليمها في توفرها على نقل حضري في مستوى المدن الأخرى، وإبقائهم بالتالي رهينة "البراريك المتنقلة" وخدماتها المتردية التي باتت وصمة عار على جبين الحمامة البيضاءالمدينة الأولى وطنيا التي حظيت بتوفرها على حافلات كهربائية ؟؟؟