حسمت اللجنة المكلفة بدارسة ملفات الشركات المتنافسة على الفوز بصفقة تدبير قطاع النقل الحضري بطنجة قرارها، مساء أول أمس، باختيار شركة «ألزا» الإسبانية فائزة بالصفقة، بعد قدمت ملفا متكاملا اعتبرته اللجنة متفوقا على باقي الشركات المتنافسة على الصفقة، ويستجيب لدفتر التحملات الموضوع لهذا الغرض. مصادر متطابقة صرحت للجريدة أن وفدا يمثل الشركة الإسبانية «ألزا» حضر من إسبانيا خصيصا لتقديم عرض مفصل حول الضمانات التي تتوفر عليها الشركة إن على المستوى المالي أو اللوجستيكي، يجعلها مؤهلة لتدبير هذا المرفق الاستراتيجي طبقا لمعايير الجودة المنصوص عليها في دفتر التحملات، كما أن تركيبة أسعار ركوب الحافلات المقترحة من طرف الشركة اعتُبِرت هي الأفضل بالمقارنة مع باقي المنافسين. مصادر متطابقة أكدت للجريدة أن شركة «ألزا»، وهي بالمناسبة تدير مرفق النقل الحضري بكل من أكادير ومراكش، ستشرع في مباشرة مهامها بطنجة ابتداء من فاتح يناير 2014 حيث يتوجب على الشركة الإسبانية أن توفر 120 حافلة من الحجم الكبير عند بداية الاستغلال على أن يصل عدد الحافلات إلى 180 في مرحلة قادمة. وجاء الإعلان عن اختيار شركة «ألزا» لإسدال الستار على مسلسل دام حوالي ستة شهور، حيث فشلت الجماعة الحضرية في الإعلان عن الفائز بالصفقة خلال دورتين من طلبات العروض بسب عدم التزام الشركات المتنافسة ببنود دفتر التحملات، الذي يعتبر بشهادة الجميع من جمعيات المجتمع المدني و الفرقاء الاجتماعيين، متكاملا ويحظى بالجدية ويراعي مصالح المدينة. بل إن عمدة طنجة وجد نفسه مضطرا يوم 22 مارس المنصرم على توقيع قرار بإلغاء صفقة النقل الحضري التي سبق لها وأن رست على مجموعة RUIZ الإسبانية بعد توصله برد رسمي من الشركةالإسبانية، تؤكد من خلاله عدم قدرتها على الالتزام ببندين في دفتر التحملات تعتبرهما الجهة المفوضة ملزمين وغير مقبول التنازل عنهما. يتعلق البند الأول برفض الشركة توفير 120 حافلة من الحجم الكبير عند بداية استغلال المرفق، أما البند الثاني فيتعلق باشتراط المجموعة الإسبانية التوصل بمنحة سنوية ثابتة من وزارة الداخلية، بغض النظر عن عدد البطائق المسلمة للطلبة والتلاميذ لتغطية جزء من استثماراتها في شراء الحافلات، وهو الشرط الذي اعتبرته الوزارة ومجلس المدينة غير قانوني. وتنتظر ساكنة مدينة البوغاز على أحر من الجمر حلول الشركة الجديدة ورحيل شركة أوطاسا التي أدارت هذا المرفق لأزيد من 13 سنة، تميزت في سنواتها الأخيرة بتدبير كارثي بعد أن أصبحت حافلاتها في وضعية مهترئة، كثيرا ما تسببت في حوادث مميتة، مما جر عليها نقمة السكان وكانت مصدر احتجاجات شعبية عارمة.