مولاي عبد السلام (جبل العلم) قبلة السياحة الداخلية، يرتاده العديد من الناس أيام العطل الأسبوعية وأيام المواسم، وتختلف نيات الزائرين له، فمنهم من يرتاده للاستجمام والتنزه، ومنهم من يرتاده للتبرك بضريح الولي الشهير القطب مولاي عبد السلام بن مشيش، وآخرين للتجارة…إلخ. الطريق المؤدية إلى الضريح من مدينة تطوان (مدخل الزينات) تعرف حركة كبيرة للسيارات رغم رداءتها من بدايتها إلى نهايتها، السائقون حذرون من المنعرجات ومن الحفر الكثيرة ومن ضيق الطريق مما يضطرون معه إلى التوقف إذا تواجهت سيارتان، الأمطار الغزيزة التي تساقطت أبانت عن هشاشة تدبير الطرق بالعالم القروي، عند مفترق الطرق بين ثلاثاء بني يدر ومدخل مولاي عبد السلام يزداد معه حذر السائقين بسبب الانجرافات التي حدثت في الطريق ووضع أمامها علامات التعجب، والحقيقة أن الطريق كلها من بدايتها إلى نهايتها تثير أكثر من علامة للتعجب والاستفهام عن سبب هذا الإهمال الفاضح لهذه الطريق خصوصا وأن هذا الضريح له خصوصية دينية وتاريخية واجتماعية عميقة في المجتمع الشمالي والمغربي عموما. يصل الزائرون إلى استراحة (عين القشور) يتوقفون للراحة وشرب الماء البارد، الأسر متفرقة تتفيأ ظلال أشجار الدلم، تتوقف سيارة لنقل الأشخاص ينزل منها شباب وشابات في مقتبل العمر يبدأون بالرقص على إيقاع الموسيقى المنبعثة من السيارة في جو من الاختلاط والمجون وعدم مراعاة الأسر الجالسة للراحة، عدد من الأسر جمعت أمتعتها بسبب هذا المنظر الشاذ. يصعد الزائرون إلى (المنزه) يستقبلك نساء ورجال مسنون يتوسلون بدعوى بركة الأجداد، حركة البيع والشراء نشطة، شموع وماء الزهر، تسابيح ومناديل وأغطية الرأس، حلي ومجوهرات، حلوى الزيارة…إلخ. تدخل إلى الضريح يستقبلك (الطُّلبة) بدعوة إلى الدعاء مقابل دريهمات تسلم إلى "المقدم" الناس مجتمعون حول الضريح منهم من يتمسح، ومنهم من يشعل الشموع، وآخرين تحت أيدي الطلبة متوزعون، الشيء الوحيد الذي تحس معه بالراحة الآن في الضريح هو ما تحت التراب جثمان القطب مولاي عبد السلام بن مشيش، وكل ما فوق أرض الضريح يشي بالحسرة والضياع على علم وفقه اندثر، وأخلاق انمحت، وحشمة ووقار تنادي أهل المكان: يا ويلي ويا العار.