في سياق ما أسمته بالإنخراط في المقاربة الحكومية الرامية إلى محاربة الرشوة ، نظمت الجماعة الحضرية لتطوان صباح يومه السبت 02 مارس 2013 ، ندوة تحت عنوان " أي تنمية محلية بدون محاربة الرشوة ؟ " و ذلك بقاعة جلسات المجلس البلدي . و حيث أن الندوة في حد ذاتها تحصيل حاصل لما هو سائد أصلا داخل الجماعة تنظيما و ترتيبا و بعد استراتيجي ، فإننا سنقوم بتقييم لجوها العام . و بالنسبة للملاحظات التي سجلت خلال الندوة ، فيمكن تلخيصها إجمالا فيما يلي : تخلف جل أعضاء المجلس عنها رغم أنها نظمت باسم الجماعة الحضرية لتطوان ، بينما حضرها خمسة عشر عضوا/ة من أصل 52 عضوا/ة ، علاوة على السيد الرئيس . و باستثناء أحدهم المنتمي للتجمع الوطني للأحرار ، فإن البقية يدورون في فلك الحزب المسير ، منهم اثنان عن العهد الديموقراطي ، و اثنين عن الإتحاد الإشتراكي ، و سبعة عن العدالة و التنمية ، و واحد كان من زمرة الأحرار ، بينما تخلف الأخوان بوخبزة رغم موقعهما القيادي سواء داخل الحزب أو الجماعة . مما يطرح عدة تساؤلات لابد للمتتبع أن يستحضرها ، فهل موضوع الندوة ليس بذي قيمة بالنسبة لهم ؟ أم تراه موقف تجاه الجهة المنظمة ؟ أم أنه لم يتم إخبار كل الأعضاء بها ، خصوصا و أن الإعلان عنها لم يتم إلا بتاريخ 2013-02-27 عبر الموقع الرسمي للجماعة ؟ بالنسبة للملصق ، فهناك تساؤلات حول تعمد تجاهل ذكر مكان و زمن الندوة ، و تم الإقتصار على ذكر الجهة المنظمة ، و موضوع الندوة ، و أسماء السادة المحاضرين ، فهل يدخل هذا من باب الجهل أم عدم الرغبة في تعميم الإعلان ، و الإلتزام بنشر ما يضمن قلة الوافدين و المتابعين و مريدي من بيدهم التسيير ؟؟ خصوصا و أن هذا الملصق لم يلق انتشارا واسعا في المنابر الإعلامية كما جرت العادة عندما يرد سعادة الرئيس على انتقادات المجتمع المدني في بياناته المتكررة … الغياب الملحوظ للمنابر الإعلامية ، باستثناء منبرين يتخندقان في صف الحزبين المسييرين ، رغم أنها قد توصلت بالدعوة عبر البريد الإلكتروني ، و هذا الأمر يطرح أكثر من دلالة و معنى . غياب ملحوظ لفعاليات المجتمع المدني الجادة و المعروفة و اقتصار الحضور على مريدي التحالف المسير للجماعة ، و بعض الأنصار المغمورين ، و قلة لا تذكر من المتتبعين و المنتمين للمجتمع المدني . عدم الإلتزام بالبرنامج المسطر للندوة ، إذ و خلافا لما نقله الموقع الرسمي للجماعة الحضرية لتطوان فيما يخص انطلاقة الندوة ، و التي كانت مبرمجة على الساعة العاشرة صباحا ، إلا أنها تأخرت بحوالي ساعة من الزمن. تساؤل كبير حول منح مهمة تسيير ندوة تحمل موضوع محاربة الرشوة لعضوة المجلس (ف.ش) المعروفة بتجاوزاتها في قضايا الرخص ، أبرزها منح رخصة بناء ملعب على أرض عمومية ، و أيضا منح رخصة مقهى يتموقع في بناية لم تسلم شقهها لأصحابها ، مما جعلها عرضة لاستفسار من الوالي في الأيام الأولى التي التحق فيها بتطوان . فهل هذا يأتي في إطار إضفاء مشد سريالي على الندوة ؟ و كيف لفاقد الشيئ أن يسهر على تفعيله ؟ أم أن موضوع الندوة من أصله هو مجرد در الرماء في العيون ؟؟ اقتراف خطإ من لدن القائمين على ترتيبات الندوة بتقديمهم لعبد الله بوانو بصفة غير صفته الحقيقية ، مما يعكس غياب التنسيق ، و عشوائية الإعداد ، الشيئ الذي جعل السيد المحاضر يصحح هذا الخطأ علنا أمام الملأ بكونه كاتب عام جمعية البرلمانيين المغارية ضد الفساد و ليس نائبا للرئيس كما صرحت به المسيرة استنادا إلى ما جاء في الملصق المعلن عنه في الموقع الرسمي للجماعة الحضرية لتطوان . انسحاب ربما مقصود للمحاضر عبد الله بوانو مباشرة بعد إنهائه لمداخلته ، على غير ما جرت به العادة ، بدعوى وجود التزام ينتظره بمكناس معقله الإنتخابي على الساعة الرابعة مساء ، و لعل ذلك لتلافي مداخلات الحضور و انتقاداتهم لمسار المجلس و إخفاقاته المتعددة في الكثير من القضايا ، و هنا يحق لنا أن نتساؤل عن دعوى حضوره إلى تطوان مادام سيقتصر مجيئه على مجرد إلقاء مداخلة زمنها 33 دقيقة ، ليعود أدراجه دون أن يتم فتح أي نقاش جدي و هادف حول مضمون ما أفصح عنه ، و يحق لنا أن نتساءل هنا : هل سعادته جاء ليلقي علينا درسا أكاديميا و ينصرف ، مطبقا علينا المنطق العلائقي الكلاسيكي بين الأستاذ و التلاميذ ؟ ألم تكن الجماعة على علم بظروف السيد المحاضر حتى تستدعيه ؟ أين هي أهداف الندوة المعلن عنها عبر الموقع مما حدث ؟ أم تراه مجرد نشاط سياسي لمداراة إخفاقات رئيس الجماعة المتتالية و تصاعد حدة الإنتقادات الموجهة إليه من قبل فعاليات المجتمع المدني و المنابر الإعلامية ؟؟ خصوصا و أننا نستحضر تركيز السيد بوانو في محاضرته على تفاصيل سياسية ابتداء بدفاعه عن الرئيس المنتمي لحزبه و رده على انتقادات الصحافة له فيما يتعلق بسفرياته المتكررة للخارج و كذلك موضوع ملف الموظفين الأشباح ، و هو ما اعتبر خروجا عن الموضوع الذي تحدد في محاربة الرشوة ، بينما كنا ننتظر منه التطرق لاستراتيجية محاربة الرشوة و آلياتها ، هذا إلى جانب إصراره على التذكير بأهمية المبادرة الفريدة التي فعلتها الجماعة الحضرية في سياق محاربة الرشوة ، متناسيا سيادته أن دور الجماعة يقتصر على تفعيل المساطير و القوانين و بنود الميثاق الجماعي في تسيير شؤون المدينة مع تحريك اعمل المجالس التأديبية في حق كل مرتش و متجاوز ، بينما التحسيس و التوعية و التكوينات تبقى من اختصاص المجتمع المدني الذي بإمكانه تفعيل هذا البرنامج في إطار مقاربة تشاركية مع الجماعة . أم أن سعادة الرئيس يسعى إلى احتواء الحقل الجمعوي سعيا على خطى سياسته المتذبذبة قصد احتواء المشهد السياسي بالمدينة ؟؟ احتجاج الحضور المستقل على انسحاب السيد المحاضر عبد الله بوانو في منتصف الندوة بعد إنهائه لمداخلته التي استغرقت 33 دقيقة ، و انسحاب كل الفاعلين الجمعويين و المنابر الإعلامية ، باستثناء البجدويين و الإتحاديين و الدائرين في فلكهما ، و هو ما يؤكد تعمد الإنسحاب لتجنب أي انتقاد قد يوجه للسيد المحاضر عضو الأمانة العامة لحزب العدالة و التنمية .