... الديمقراطية،حقوق الانسان،الحداثة، الحضارة مقاربة النوع...مفاهيم قرأناها بانسانيتنا فأدركنا أنها تعني التقدم واحترام الاخر والتعايش السلمي ،ورأيناها بانسانيتهم في العراق وفلسطين وافغانستان كما في الصومال ولبنان...فبلمح البصر يصبح هذا التلميذ الذي يتأبط حقيبته مجرد رماد تذروه الرياح ،وبلمح البصر تصبح هذه الفتاة الممشوقة والممتلئة حياة و حيوية قطعة فحم أسود وبقايا دخان ،وبلمح البصر يصبح هذا الرضيع الذي يناغي من حوله بهمهمات تحمل براءة الخلق حفنة من رماد،وبلمح البصر تتناثر صومعة وتتلاشى ماثر ،وتهدم مدارس ومصانع حليب. تحية لهؤلاء الغرب وشكرا لهم،وتحية لمدارسنا العربية التي تحاول ان تعد الأجيال للحاق بركب الحضارة الغربية .لكن هل نستطيع؟ نستطيع بالفعل اذا استطعنا ان نعيد تركيب عاداتنا وتربيتنا وأخلاقنا ونلغي انسانيتنا لابد ان نحرق تراثنا شعرا،وأدبا،اغنية وأهازيجا لابد أن ننسى حكايات جدتنا ومغامرات سندبادنا لابد ان نحقن اطفالنا بالاحساس البليد ولا نبقي في تكوينهم النفسي غير الذاتية ولا نترك لهم هدفا غير المصالح والممنافع الانتهازية. لابد ان نرضع اطفالنا من اثداء غير أثداء الامهات. عندما ننجح في تكوين أجيالا من هذا اللون ،نستطيع ان نلحق بالغرب وأن نجاري حضارته. دون ذلك سيبقى فهمنا لتلك المفاهيم مبتورا،منحرفا ومشوها. نعتذر لمدارسنا ولامهاتنا ،فمازلنا غير قادرين على تحقيق النهضة ،وما زلنا نربي تلامذتنا على الحب والعاطفة ،ومازلنا نحكي لهم قصص كليلة ودمنة وحياة ربيعة العدوية ،ونلقن لهم شعر الخطيئة ،ومازلنا نحلم بانسانية "عربية" تغلب حضارة الغرب وتهزمها ذات يوم . نعتذر لكم؟؟؟