لم تتمكن أمينة ماء العينين، البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، من مواصلة التحدي، الذي رفعته في وجه صورها العارية، بعد أن غزت مواقع التواصل الاجتماعي. الصور الظاهر لغير المتخصص أنها ليست مأخوذة عن غفلة منها بل تم أخذها وهي تتجاوب مع المصور، الذي ما زال لحد الآن مجهولا وهل هو رجل أم إمرأة؟ لقد شكل نشر الصور امتحانا عسيرا للبرلمانية الإسلامية في خطواتها الأولى نحو الاستمتاع بملذات الحياة. وفي خروجها الثاني بعد إعلان للقائها بالزعيم المعزول عبد الإله بنكيران، اعتبرت ماء العينين ما يجري حربا سياسية شاملة هدفها التحطيم والنسف دون قواعد ودون أخلاق. هكذا تفهم البرلمانية نشر صورها عارية هي حرب قذرة. أي قذارة أصلا في نشر الصور؟ القذارة ليست في أن تلبس الحجاب أو تنزعه متى تشاء، ولكن القذارة في أن تتبنى سلوكا تزعم أنه ديني لمجرد تحقيق مكاسب سياسية، وبمجرد أن تتاح لك الفرصة تركب موجة أخرى. هل يحتاج لباس ماء العينين إلى فتوى من بنكيران؟ وهل يتوفر على شروط الفتوى وهو الجاهل بأمور بسيطة في الدين؟ ما كانت في حاجة إلى فتوى لو التزمت بدين المغاربة غير دين "الإخوان" لأن المغربيات منهن من تلبس الجلباب ومنهم من تلبس العصري دون أن يخلق ذلك تناقضا، ولما تحول الالتزام الديني إلى سلعة وتجارة أصبح يطرح كل هذا اللغط. ورغم محاولاتها التهرب من الحقيقة تعترف بحقيقة الصور وأصالتها وتتراجع عن ادعاء فبركتها، حيث قالت في تدوينة على فيسبوك "لم يكن في الأمر نفاقا ولا خداعا ولا إذاية لأحد،جوهر الحكاية حرب شاملة ضد "امرأة"،وها أنا أعترف لمن قرّر وخطّط وترصّد وتسلل وسرّب وشهّر وافترى وفعل كل ما فعل". وحاولت ماء العينين أن تجعل من رقصاتها أمام الطاحونة الحمراء بباريس وأفخاذها العارية بعاصمة الأنوار معركة كبرى، تهدد الاستقرار السياسي لأنها ستؤدي إلى عدم إيمان الشباب العمل من داخل المؤسسات، وهي كزعيمها يمنون على المغاربة أنهم دخلوا العمل السياسي، بينما ينبغي للسياسة أن تمن عليهم بعد أن دخلوها مملقين فقراء وأصبحوا أغنياء من ريع السياسة. ومن الرسائل الحقيرة التي أرادت أن تبعثها هي أن الأذى لم يمسسها وحدها ولكن مس قبيلتها، ناسية أن قبيلتها لم تٌمس عندما قرر بعض منها أن ينضم إلى المرتزقة من جبهة البوليساريو ولا داعي للعب على هذا الوتر لأنه من أحقر أنواع الدفاع.