طالب حزب "فوكس"، اليميني المُتطرف في إسبانيا، بترحيل 52 ألف مُهاجر غير شرعي من إسبانيا، وذلك كشرط لقيام الحزب بالمساعدة في تنصيب الحزب الشعبي "PP" في إقليم الأندلس. وأوضحت مصادر إعلامية أنَّه تبعًا لحزب "فوكس" فالحكومة الإقليمية في الأندلس لديها معلومات تتعلق بهوية ما لا يقل عن 52 ألف مهاجر غير شرعي بينهم مغاربة، سواء الذين تم تسجيلهم في البلديات الأندلسية أو قاموا بالتقديم على البطاقة الصحية. وأضافت ذات المصادر أنَّ الحزب المُتطرف يعتبر أنَّ هؤلاء المُهاجرين غير الشرعيين لم يتم ترحيلهم، لأنَّ الحكومة الإقليمية في الأندلس لم تتعاون مع الشرطة الوطنية ولم تسهل إجراءات معرفة هوياتهم. وأشارت المصدر ذاتها أن الحزب المتطرف، بالإضافة إلى مطالبته بترحيل ذلك العدد من المهاجرين، طالب بمنع تقديم المساعدة للمهاجرين غير الشرعيين أيضًا وحظر المنظمات التي تعمل لصالحهم. وتمكن حزب "فوكس"، الذي يمثل أقصى اليمين في إسبانيا، من خلق المفاجأة خلال الانتخابات الجهوية التي جرت، في 2 دجنبر 2018، بجهة الأندلس ووصل لأول مرة إلى البرلمان الجهوي بهذه المنطقة بعد أن حصد 12 مقعدا خلال هذه الانتخابات. وحصد حزب ( فوكس ) اليميني المتطرف بعد إجراء هذه الانتخابات الجهوية السابقة لأوانها لانتخاب أعضاء البرلمان الجهوي، 11 في المائة من عدد مقاعد البرلمان الجهوي لجهة الأندلس. وكانت استطلاعات الرأي التي رافقت هذه الاستحقاقات الجهوية تشير إلى أن هذا الحزب الصغير الذي ينشط على هامش الحياة السياسية بالجنوب الإسباني لن يحصل سوى على خمسة مقاعد على أبعد تقدير لكنه خلق المفاجأة وفرض نفسه خلال هذه الانتخابات كقوة سياسية جد مهمة أضحى لها دور في تشكيل الحكومة المحلية لجهة الأندلس. أما الحزب العمالي الاشتراكي الذي ظل منذ عام 1982 مهيمنا على المشهد السياسي بجهة الأندلس التي تعد من بين الأكثر كثافة بإسبانيا ( 4 ر 8 مليون نسمة )، فلم يحصل خلال نفس الانتخابات سوى على 33 مقعدا ليفقد بذلك 14 مقعدا مقارنة مع الانتخابات التشريعية السابقة. ويشكل فقدان الحزب العمالي الاشتراكي ل 14 مقعدا في معقله الانتخابي التاريخي نهاية للهيمنة الاشتراكية في هذه المنطقة وبداية مرحلة سياسية جديدة ليس فقط على صعيد جهة الأندلس وإنما بالنسبة لكل إسبانيا .