فجر الكاتب الصحفي التركي "تونجا بنغن" قنبلة من العيار الثقيل عندما كشفت بأن الإستخبارات البريطانية كانت تعتزم خطف الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مشيرا إلى أن معلومات لوجستية حالت دون تنفيذ المخطط. وقال “بنغن” في مقال له نشرته صحيفة “حرييت” التركية، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن “الاستخبارات البريطانية وضعت خطة، وكانت ستتدخل لخطف خاشقجي وإنقاذه، لولا أن الجريمة وقعت في ذلك اليوم”، أي الثاني من أكتوبر الماضي. وأوضح الكاتب التركي أن “خاشقجي جاء إلى تركيا من بريطانيا وسيتجه إلى القنصلية. حيث أدركت لندن أن هناك فخ وكلفت الاستخبارات بالتدخل من أجل اختطاف خاشقجي واقتياده إلى مكان آمن في بريطانيا”. وأردف قائلا:”لو أن خاشقجي كان سيذهب بعد يوم إلى القنصلية لكانت الاستخبارات البريطانية تدخلت واصطحبته إلى مكان آمن”، لافتا إلى أن لندن كانت ترغب في استخدامه للضغط على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لبيع أسهم شركة “أرامكو” في بورصة لندن. وقال إن بريطانيا تريد ” أن يكون طرح الأسهم في بورصة لندن، وأن تبقى الأموال هذه على أراضيها. المبلغ هائل يصل إلى 450 مليار دولار”. وأجاب “بنغن” على تساؤل حول لماذا لا ترفع بريطانيا صوتها بشأن ولي العهد السعودي إن كانت استخباراتها تستطيع تسريب بعض المعلومات؟، قائلا: “تستطيع، ربما تنتظر الوقت المناسب. تسعى لندن للحصول على حصة من الشرق الأوسط، وهي ترسل تلميحات للأطراف الأخرى بأنها ستتصرف إن لم تحصل على مرادها”. وعن توقعه بأن تقوم الاستخبارات البريطانية بإفشاء معلومات جديدة في أي لحظة عن الموضوع، قال“بنغن”: "ربما تفعل. عندما تقوم أجهزة الاستخبارات بمثل هذه المهام فهي تضيّق على البعض وتضعهم في موقف حرج، أو توجه رسائل إليهم. هنا مثلًا بريطانيا تطلب حصتها من تقاسم نفط وأموال الشرق الأوسط، وفي حال حصولها على مبتغاها فإن المعلومات المتوفرة بحوزة استخباراتها ستبقى طي الكتمان". وشدد الكاتب على أن الجميع يعرف قتلة جمال خاشقجي ومن أمر بقتله، لكن لم يُذكر اسمه بعد رسميًّا، رغم أن الأدلة المتوفرة لدى الكثير من أجهزة الاستخبارات، وعلى رأسها "سي آي إيه"، تشير إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مباشرة. وأكد أن الجميع عينه على نفط وأموال السعودية، وبشكل خاص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرا إلى أن أجهزة استخبارات الكثير من البلدان، وعلى الأخص "سي آي إيه" والموساد، تلعب دورًا في عدم كشف كل ملابسات جريمة اغتيال خاشقجي.