مرة أخرى يأبى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من خلال الخطاب الملكي الموجه إلى أعضاء مجلسي البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية العاشرة إلا أن يخص أراضي الجموع و أفراد من هذه الجماعات بالتفاتته القوية الحاملة لكل الأبعاد الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية من خلال دعوته إلى ضرورة تعبئة مليون هكتار من الأراضي الفلاحية البورية المملوكة للجماعات السلالية عير التراب الوطني لإنجاز مشاريع استثمارية في المجال الفلاحي بغية تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي لفئة عريضة من صغار الفلاحين و خاصة ذوي الحقوق . وترمي هذه الالتفاتة المولوية السامية إلى تعزيز مكانة المواطن الفلاح المتوسط من خلال تمكينه من الآليات اللازمة للاستغلال بدءا بالأرض مرورا بالمواكبة المالية والتقنية وانتهاءا بتثمين المنتوج، مما سيجعل من هذا الفلاح المستثمر مقاولة حقيقية للتشغيل وخلق فرص العيش الكريم ليس لذاته فقط وإنما لشريحة واسعة من أفراد المجتمع. إن نجاح عملية تعبئة هذه المساحة الهائلة من الأراضي المملوكة للجماعات السلالية )مليون هكتار( تستدعي انخراط الجميع في هذا الورش الوطني الطموح بروح من الوطنية الصادقة ونكران للذات والترفع عن الحسابات الضيقة المتجاوزة وبلورة المبادرات الهادفة لمواكبة المستثمرين سواء كانوا من ذوي الحقوق أو من الأغيار اعتبارا للإمكانيات العقارية الهائلة المتاحة و فرص الاستثمار الهائلة التي أراضي الجماعات السلالية ذات الصبغة الفلاحية البورية.