تساءل مصطفى كرين، رئيس المرصد الوطني للعدالة الاجتماعية، عن قدرة سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر، في تنزيل الروية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التعليم التي ترأس جلالة الملك حفل انطلاق برنامجها أمس الاثنين بالقصر الملكي بالرباط. وأكد كرين في تصريح ل"تليكسبريس"، أن الوزير سعيد أمزازي مطالب بنتائج العرض الذي قدمه أمام جلالة الملك حول الخطوط العريضة لعملية إصلاح التربية والتكوين، خاصة وأن المغرب مر بتجارب فاشلة في القطاع، ذلك أنه منذ الاستقلال أعلنت الحكومات المتتالية فشلها في بلورة نظام تعليمي ناجح، على مدى 60 سنة وتناوب على القطاع 32 وزيرا واعتمدت خلالها 14 محاولة "للإصلاح"، لكن دون جدوى، تم تبذير الملايير من الأموال العمومية على مشاريع وهمية وصفقات لازال الجميع ينتظر محاسبة المسؤولين عنها. وأضاف كرين، أن خطاب أمزازي يبدو ملغوما خاصة حينما أنهى عرضه بدعوة كافة المتدخلين في إطار مجهود وطني وجماعي للمساهمة في أجل إنجاح تنفيذ هذا البرنامج، وهو بذلك إنما يريد التأسيس منذ الآن للهروب من المسؤولية عن النتائج، كما يريد تحميل الفاعلين والمتدخلين في القطاع نسبة من المسؤولية، عما ستؤول إليه الأمور، لأنه يعرف أن برنامجه تعتريه الكثير من النقائص. ويؤكد كرين: "الحقيقة أننا نعتبر أن توجيهات جلالة الملك تتجاوز هذه البرامج والمقاربات السطحية، خصوصا أن الوزير يقول في ديباجة كلامه إن "جلالة الملك دعا في الخطابين الساميين، الحكومة وكافة الفاعلين المعنيين إلى "إجراء إعادة هيكلة شاملة وعميقة للبرامج والسياسات الوطنية في المجال"، إلا أن السؤال العريض: هل يمكن اعتبار ما أعلن عنه الوزير من إجراءات يعد "هيكلةً شاملة وعميقة" ؟، لذلك فبرنامج أمزازي يفتقد للوضوح والشمولية والعمق، ولا يحق للوزير أن يستجدي انخراط باقي المتدخلين والفاعلين في الوقت الذي لم يكلف نفسه استشارتهم قبل بلورة برنامجه. وختم كرين بالقول إن "اعتبار مسألة "تمديد وتطوير برنامج تيسير" مثلا ، أو" خلق مركزين للتكوين المهني في مهن الصحة " أو إحداث مسارات تربوية مندمجة "رياضة -دراسة"، أو بعض الوعود المتعلقة بالمصالح الإجتماعية للأسرة التعليمية، أو بعض الوعود السطحية والجمل الإنشائية مثل "إحداث جيل جديد من مراكز التكوين المهني أو "مراعاة مخططات التنمية الجهوية" أو "وضع نظام ناجع ونشيط للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي " أوتقليص نسبة الهدر المدرسي "، إن اعتبار كل هذه كمشاريع أو إنجازات هو أمر مثير للدهشة، لأن أشياء مثل هذه وحتى في حال تحقيقها، لا تعدو كونها مجرد حد أدنى من الأعمال الروتينية، بل مجرد عملية تصريف عادية للقطاع، تدخل في صميم عمله اليومي، وعليه القيام بها دون أي ضجيج إعلامي، إلا إذا كان الغرض هو ملء الفراغ ".