مرّ يومان على تهديدات الرجل القوي في شرق ليبيا، المارشال خليفة حفتر، لنقل الحرب إلى الجزائر، إذا لم تتوقف عناصر الجيش الجزائري عن اقتحام التراب الليبي، في حين لا تزال سلطات الجزائر تلتزم الصمت. ورغم أن تهديدات حفتر تجاوزت حدود ليبيا لتصل مختلف الآفاق دوليا، وبالنظر إلى خطورة تصريحات الرجل القوي في شرق ليبيا، وأحد الفاعلين الرئيسيين في رقعة الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا، إلا أن السلطات الجزائرية اختارت لزوم الصمت وعدم الردّ. ومضت لحدّ الآن حوالي 48 ساعة على تهديدات حفتر، ولا يزال أي موقف رسمي جزائري لم يصدر بعد، وهو ما يثير العديد من الأسئلة خاصة أن الطغمة العسكرية الجزائرية الحاكمة دأبت على الردّ بسرعة بالنظر إلى حساسيتها المفرطة خاصة وأن الأمر يهمها، تاركة مهمة الردّ لبعض المواقع الالكترونية المعروفة بولائها إما للمؤسسة العسكرية أو مخابرات الجزائر.. ويرى العديد من الملاحظين والمتخصصين في الشأن الجزائري، أن هذا الصمت يمكن تبريره بالفراغ الذي تعرفه الجزائر على مستوى أعلى هرم في السلطة، حيث إن هذه الأخيرة تتمثل ظاهريا في رئيس مريض وفي وضعية صعبة لا تسمح له بالكلام أو الحركة وأحرى الردّ على تهديدات بالحرب صادرة من الخارج. وكان اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر قد هدّد الجزائر بالدخول معها في حرب، على خلفية استغلالها الأوضاع الأمنية في ليبيا ودخول قوات من جيشها الأراضي الليبية. وقال حفتر، في جمع مع مؤيديه شرق ليبيا، إنه أبلغ السلطات الجزائرية بقدرته على نقل الحرب في لحظات إلى حدودها، وإن السلطات الجزائرية اعتذرت وأخبرته أن دخول قوات تابعة لها إلى ليبيا عمل فردي سينتهي في غضون أسبوع. وسعت الجزائر منذ اندلاع الأزمة في ليبيا إلى إيجاد موطئ قدم لها في ليبيا، ومعروف على النظام العسكري الجزائري رفضه لاتفاق الصخيرات، من خلال سعه إلى استمالة بعض الأطراف الليبية واستغلالها في هذه الأزمة، لكن حتى الآن لم تنجح مساعيها في الوصول إلى ما ترغب فيه.