شهدت الرباط يوم العيد، ومنذ الصباح، سقوط أمطار غزيرة وبكميات وافرة. أمطار الخير هاته وإن كانت منتظرة بشكل كبير، وجاءت في وقتها المناسب، فإنها مرة أخرى عرّت على هشاشة شبكة المجاري، إذ عرفت مناطق متعددة في المدينة اختناقات كبرى تسببت في عرقلة المرور، بل إن منازل غمرتها المياه في عدة أحياء كالتقدم ويعقوب المنصور والمحيط، مما حول احتفالات العيد وفرحته إلى هواجس وتخوفات لدى العديد من الأسر. مدينة سلا بدورها نالت حظها من اختناق المجاري بدرجة فاقت جارتها الرباط، خصوصا في الأحياء المكتظة كحي الانبعاث وسيدي موسى وحتى تابريكت.
مشاحنات عديدة سجلت بين السائقين بسبب الاختناقات، رغم أجواء العيد التي تعرف عادة تسامحا وتراحما بين الناس. .
تراكم الأزبال لا تخطئه العين رغم مجهودات عمال النظافة الذين يستحقون منا كل تقدير، بعض الناس مازالت تفصلهم سنوات ضوئية عن التصرفات والسلوك الحضاري.
الأطفال مارسوا شغبهم البريء في الأزقة والأحياء ضدا على المياه التي غمرت مساحات لعبهم، غير آبهين بتلطيخ ملابسهم..
واش العيد ولا الشتا؟" هكذا تساءل أحدهم حين بادره الآخر : "مبروك" فرد عليه بإشراقة وجه طفولي: "هما الاثنان !"
ربات البيوت في حيرة من أمرهن، هل يفرحن هن أيضا بهذه التساقطات أم يفكرن في طريقة لتجفيف ما قمن بتصبينه من مخلفات العيد الكبير..
عطلة العيد على الأقل مكنت معظم الناس من البقاء في بيوتهم والاكتفاء بالاستمتاع بالشواء على نغمات حُبيبات المطر ترتطم بزجاج النوافذ.