دعا المشاركون في المؤتمر الدولي حول "تفكيك خطاب التطرف"، الذي نظمته الرابطة المحمدية للعلماء في الثالث من يوليوز الجاري بالرباط، إلى إنشاء مرصد يعنى بالرصد والتتبع المستدامين لما يروج له دعاة التطرف من خطابات ودعاوى وتفكيكها ودراستها، قصد التأسيس على نتائج ذلك، لبيان زيف تلك الدعاوى وإنتاج الخطاب البديل. وأكدوا في البيان الختامي للمؤتمر، على ضرورة الإفادة الممنهجة من الجهود الحثيثة التي تقوم بها المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية في مجال مكافحة التطرف والإرهاب والتكفير، والانكباب أكثر على تعزيز البناء والتجلية للمضامين الدينية الصحيحة وتوضيحها، والعمل على تفكيك المقولات الباطلة ونقضها. وأوصى المؤتمر بتعزيز الدور المحوري للمؤسسات الدينية الأصيلة في تأهيل العلماء، ولا سيما الشباب منهم، والاعتماد الممنهج للتثقيف الافتراضي، وذلك ببناء مواقع ومنصات تفاعلية للتواصل الاجتماعي، لتثقيف بديل عما تروجه قنوات التطرف العنيف والرعب، وتقوية قدرات القادة الدينيين من الشباب، وتنمية المهارات التي تمكنهم من بناء خطاب ديني إيجابي معتدل، يقوم على الفهم الأصيل لدين الإسلام، في مقابل خطاب الحركات الإرهابية المبني على التطرف العنيف. ودعا إلى الجمع والتصنيف للمعطيات والبيانات المتصلة بخطاب التطرف العنيف، من أجل القيام بتحليل مضامينه، والعكوف على تفكيك مفاهيمه، وإنتاج خطاب بديل قويم، وفق الأسس العلمية الشرعية المعتبرة، وإنشاء شبكة من الباحثين المهتمين بقضايا تفكيك الخطاب، وعقد ورشات منتظمة في مجال تفكيك الخطاب، تنفتح على مختلف التجارب والكفاءات العلمية المؤهلة في هذا المجال. وأكد المؤتمرون على ضرورة التعجيل بإخراج معجم لمفاهيم القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، يبرز مدلولاتها بطريقة نسقية ممنهجة، وتستجيب لمتطلبات السياق المعاصر، ووضع مخطط علمي لأهم القضايا والإشكالات، والمحاور ذات الأولوية في مجال تفكيك خطاب التطرف، وتوجيه الباحثين بعد تأطيرهم لتسجيل بحوث وأطروحات جامعية حولها. ودعوا إلى إطلاق شراكات تعاون مع وزارات التربية والتكوين، تمكن من الإسهام في التأطير العلمي المحصن للشباب واليافعين والأطفال، في إطار الحياة المدرسية والأندية المدرسية والأنشطة الموازية، مؤكدين على ضرورة التصدي للتطرف الطائفي وخطورة خطابه على وحدة الأمة الإسلامية. وناقش المؤتمر الذي نظمته الرابطة المحمدية للعلماء، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، دور العلماء في مواجهة التطرف وتفكيكه، واستراتيجية التحصين والوقاية من التطرف وتقويم وسائل مقاومة التطرف العقلية والعلمية والإعلامية. وتوخى هذا المؤتمر الذي نظم على مدى يومين بشراكة مع رابطة العالم الإسلامي، دحض المعتقدات الفاسدة التي يقوم عليها الفكر المتطرف مع اقتراح أساليب علمية ووسائل عملية لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة بالمنهج السليم.