كشف تحقيق لوكالة "أسوشييتد برس"، تحت عنوان "المشي أو الموت"، أن السلطات الجزائرية تركت أكثر من 13 ألف مهاجر في الصحراء الكبرى أثناء الأشهر الأربعة عشر الماضية، بينما كان بينهم حوامل وأطفال. وأوضح التحقيق، الذي نُشر أمس الإثنين وأرفق بصور ومقاطع فيديو، أن الجزائر طردت هؤلاء المهاجرين وتركتهم بلا طعام ولا ماء، وأجبرتهم على السير لساعات وربما لأيام، وأحياناً تحت تهديد السلاح. ونقل أيضاً عن بعض المهاجرين الناجين من الصحراء قصصاً مروعة، من بينها مشاهد لمن كانوا يسقطون أثناء سيرهم تحت درجات حرارة مرتفعة وصلت إلى 48 درجة، أو من يختفون بلا أثر في الصحراء الشاسعة. وأضاف أن المحظوظين كانوا يصلون بعد ساعات إلى أقرب قرية عند الحدود مع النيجرومالي، ومن بينهم جانيت كامارا التي أجبرت على دفن جنينها الذي ولدته ميتاً أثناء الرحلة في الصحراء وتركت جثمانه خلفها. وفي شهر ماي الماضي، دعت الأممالمتحدة السلطات الجزائرية إلى الكف عن اعتقال وطرد المهاجرين القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء، والذين يقيمون على الأراضي الجزائرية. ورفضت الجزائر الانتقادات التي وجهت إليها في هذا الشأن، وأكدت أنها تواجه تدفقاً ضخماً من اللاجئين غير الشرعيين القادمين من ماليوالنيجر. وأعلن الوزير الجزائري للداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم، نور الدين بدوي، في أبريل الماضي، أن السلطات رحلت 27 ألف مهاجر أفريقي إلى بلدانهم بالاتفاق مع حكوماتهم، أغلبهم من ماليوالنيجر، نافيا أن يكون هؤلاء المهاجرون قد تعرضوا لسوء معاملة كما أوردت بعض المنظمات الحقوقية في تقاريرها. وأفادت تقديرات، نقلتها "يورو نيوز" الشهر الماضي، أن أكثر من 100 ألف مهاجر ونازح دخلوا إلى الجزائر، خلال السنوات الأخيرة، قادمين من 16 دولة من الساحل ودول جنوب الصحراء. وحسب المعلومات التي أوردتها وزارة الداخلية الجزائرية، فقد توافد هؤلاء عبر مدن برج الحواس وبرج باجي مختار وعين قزام وتين زواتين وتمنراست، محاولين الانتقال إلى مدن الشمال الجزائري للإقامة والعمل في المزارع وورشات البناء، حيث أقام المهاجرون في أغلب المدن مخيمات عشوائية تحت الجسور وفي ضواحي المدن.