في تطور آخر لسياستها المتشددة تجاه المهاجرين الافارقة، قررت السلطات في الجزائر، التشديد في وقف تدفق المهاجرين السريين عبر سلسلة من الإجراءات الأمنية والعسكرية في أقصى الجنوب. وفي هذا الإطار، أوفدت قيادة الدرك الوطني تعزيزات إلى ولايتي تمنراست وأدرار، كما شددت قوات الجيش الجزائري إجراءات الرقابة على الحدود. وأفادت جريدة الاخبار الجزائرية، ان قيادة الدرك الوطني وحرس الحدود الجزائريين، نقلت 3 آلاف عنصر إضافي من هذه الوحدات، في إطار مخطط أمني جديد، تقرر في نهاية شهر يونيو الماضي، لمنع تسلل أكبر عدد ممكن من المهاجرين السريين إلى الجزائر. وتأتي هذه الاجراءات، تضيف الخبر استنادا إلى مصدر أمني جزائري رفيع، في إطار التزام الحكومة في الجزائر بمعالجة مشكل التواجد الكبير للمهاجرين واللاجئين من دول إفريقية، لمنع وصول أعداد إضافية من هؤلاء إلى الجزائر، عبر تشديد الرقابة على 2330 كلم من الحدود البرية التي تربط الجزائر بكل من مالي والنيجر. وفي هذا الإطار، فرضت قيادة الدرك الوطني إجراءات إضافية على طول الطرق الدولية التي تربط الجزائر بكل من مالي والنيجر، وقد تم تثبيت حواجز أمنية جديدة في الطريق الرابط بين تمنراست وتينزاوتين، وتمنراست وعين ڤزام، بالإضافة إلى الطريق الرابط بين برج باجي مختار ومدينة أدرار. وباشرت قوات حرس الحدود الجزائرية الموجودة في أقصى الجنوب، العمل بإجراءات جديدة لمنع وصول مهاجرين سريين قادمين من دول الساحل، وذلك من خلال تدعيمها بقوات إضافية من الدرك وحرس الحدود، بلغ تعدادها 3 آلاف عنصر إضافي وصلوا إلى ولاية تمنراست خلال أول أسبوعين من شهر يوليوز الجاري، ونقلوا إلى مواقع متقدمة على الحدود مع الدولتين. وأشار مصدرنا إلى أن قرار السلطات الجزائرية تغيير السياسة المنتهجة في مواجهة الهجرة السرية من الدول الإفريقية، فرض على قيادة الدرك وحرس الحدود علاج أصل المشكلة، فقد وأشارت بعض التقارير الأمنية إلى أن الجزائر كانت تستقبل طيلة سنوات ماضية أعدادا كبيرة من اللاجئين، والمهاجرين السريين، وهو ما فاقم المشكل الآن، وقد تقرر في هذا الشأن أن يبدأ علاج المشكلة بوقف تدفق المهاجرين السريين. وفي سياق متصل، تعتبر قيادة الجيش كل المناطق الحدودية الرابطة بين الجزائرومالي والنيجر وموريتانيا، مناطق عسكرية يحظر التنقل فيها إلا برخصة أمنية، وحصر حرس الحدود تنقل الأشخاص والعربات في منافذ تربط الجزائر بالنيجر مالي وموريتانيا. كما نشرت قيادة الجيش نقاط مراقبة جديدة تسمح، حسب ذات المصادر، بمنع التسلل عبر عدة مسالك صحراوية، وتسمح بعض نقاط المراقبة هذه بكشف مناطق واسعة من الصحراء بسبب موقعها المتقدم والمرتفع. وأبلغت وحدات الجيش العاملة في أقصى الجنوب، البدو الرحل بأن أي تنقل في المناطق المحاذية لبلدات برج باجي مختار وتيمياوين وعين ڤزام وتينزاوتين وآرييك وتفاسست وتين ترابين والشقة، يحتاج لإذن أمني من القائد المحلي للجيش أو حرس الحدود أو الدرك، وإن كل مخالف لهذه التعليمات سيعرّض نفسه للمساءلة. وتقرر، حسب مراسلة داخلية للدرك الوطني، أن أي متسلل عبر مواقع غير مصرح بها، يتم إنذاره لمرة واحدة، ثم يتم التعامل بصفة قتالية.