هاجم إيرانيون غاضبون رئيس النظام حسن روحاني، أمس الأحد، للمرة الثانية خلال الأسابيع القليلة الماضية في ظل تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد، فيما تشن الأجهزة الأمنية حملات قمعية ممنهجة بحق المعارضين. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر جمعا من الإيرانيين يهتفون ضد حسن روحاني، خلال إلقاء كلمة واصل فيها لهجته التصعيدية إزاء الولاياتالمتحدة مع قرب انقضاء مهلة واشنطن لإعلان موقفها النهائي من الاتفاق النووي في 12 ماي الجاري، متوعدا إياها بما وصفه ب"ندم تاريخي" حال اتخاذها قرارا بالانسحاب. لكن وعيد روحاني تبدد وسط هتافات المحتجين التي طالبته بتنفيذ الوعود التي قطعها على نفسه لتهدئة الأوضاع خلال الاحتجاجات الحاشدة مطلع يناير، قبل أن ينهي كلمته التي ألقاها بملعب رياضي في محافظة خراسان رضوى الواقعة شمال شرق البلاد. وأكد روحاني استمرار بلاده في برامجها الصاروخية الباليستية المهددة لأمن واستقرار المنطقة، إضافة إلى تصنيع الأسلحة، مؤكدا عدم تفاوض طهران على ما وصفها ب"القدرات الدفاعية". وكان خطاب روحاني في سبزوار مصحوباً بردود أفعال وشعارات المواطنين، حيث حاول أن يجيب على ردود أفعال المواطنين وفي المقابل سعى هؤلاء أيضًا إلى الإجابة على تصريحاته من خلال شعاراتهم الصاخبة. وأشار روحاني في جانب من خطابه إلى احصاء التوظيف ووتيرة تحسينه في البلاد وقال كذبا: "خراسان الرضوية هي واحدة من المحافظات الرائدة وكانت في العام الماضي على موعد مع 124000 وظيفة جديدة"، وردد أهالي سبزوار أمام هذا الكذب في الملعب: "يا روحاني ..يا روحاني نحن نريد عملًا".. وأعلن الشباب في سبزوار مطالبهم من خلال كتابات خطية على اللافتات :"أين وظيفتي؟ ". وفي الوقت الذي تصاعدت فيه أسعار العملات الأجنبية إلى حد غير مسبوق في إيران، حيث تجاوز سعر الدولار ال7000 تومان بسوق النقد الأجنبي، قلل روحاني من أهميتها. وتكررت الاعتراضات على أحاديث روحاني مؤخرا خلال تنقله بين محافظاتإيران، لا سيما بعد أن أشهر إيرانيون غاضبون البطاقات الحمراء لإظهار اعتراضهم، نهاية أبريل الماضي، أثناء كلمة القاها في ملعب رياضي أمام حشد تجمع في مدينة تبريز شمال غرب البلاد، مطالبين إياه بمغادرة المكان فورا، بحسب وسائل إعلام محلية.