تمكنت المركبة الفضائية (كريوزيتي) التي أرسلتها النازا إلى المريخ من التقاط صورة لجسم غريب على سطح المريخ يبدو أنه قطعة بلاستيكية! إلا أن علماء النازا لم يستبعدوا أن يكون هذا الجسم الغريب شظية انفلتت من المركبة نفسها خلال عملية نزولها المعقدة على سطح الكوكب الأحمر، مما يطرح إشكالية تلويث بيئة المريخ بالمصنوعات البشرية، الشيء الذي سيعقد مهام الكشف والاستطلاع... وقد كانت دهشة العلماء كبيرة خلال تحليل الصورة التي بعثتها المركبة في يومها المريخي الواحد والستين، حين لاحظوا وجود مادة مصنوعة غريبة لامعة. طبعا استبعدوا تماما فرضية أن تكون من مخلفات رجال فضاء مروا من هناك.. واعتبروها في الغالب شظية سقطت من المركبة نفسها أو من درعها الحراري وقت دخولها مجال المريخ.
وقد أثارت هذه الصورة قلق الفريق العلمي المشرف على الرحلة الاستكشافية إلى المريخ، لأنهم لم يستطيعوا بالضبط تحديد طبيعتها ولا مصدرها بدقة، كما لن يتمكنوا من معرفة إلى أي مدى سيتسبب وجود هذا الجسم الغريب في تغليط وتحريف الحسابات والاستنتاجات العلمية المبنية على ما تقدمه المركبة من معطيات.
وإذا كانوا متأكدين من مصدرها الأرضي فإن هذا الحادث يطرح إشكالية علمية أخرى بالغة الأهمية، تتجلى فيما تحمله مثل هذه المركبات معها من بكتريات وجسيمات دقيقة إلى بيئة المريخ، رغم ما تخضع له من عمليات تعقيم بالغة التعقيد قبل انطلاقها، ويقدر فريق من النازا أن مليارا من البكتريات الدقيقة تمكنت من الوصول إلى المريخ من قبل على متن المركبتين السابقتين (Spirit) و(Opportunity)، وقد تم العثور في سنة 2007 على بكتيريات تمكنت من التسلل إلى القاعة المعقمة التي توضع فيها المركبات الفضائية !