لما تفجرت قضية توفيق بوعشرين، مدير أخبار اليوم المتهم بالاتجار في البشر والاغتصاب والقوادة، شرع الصحافيون في البحث عن خيوط "الجريمة"، وكيف تم الكشف عنها، فظهر أن صحفية منتمية لحزب العدالة والتنمية وتضع صورة لها مع عبد الإله بنكيران على صفحتها بالفيسبوك، هي الأولى التي قدمت شكاية ضد توفيق بوعشرين، وبعد التحري وتفتيش مكتب المتهم تم العثور على آلات تصوير وأشرطة، وبعد فحصها تبين أن آمال الهواري، الإسلامية المتزوجة وأم الأبناء، من بين اللائي ظهرن مع الصحفي المذكور في لقطات لممارسة الجنس. الهواري تحاول اليوم، تحت ضغط قياديين من حزب العدالة والتنمية وتشجيع من المحامي محمد زيان، الهروب إلى الأمام، مرة تدعي أنها سحبت الشكاية ومرة تقول إنها لا علاقة لها بالملف. لكن الحقيقة أنها مارست الجنس مع بوعشرين تحت ذرائع كثيرة. فإذا كانت بالقهر فبوعشرين مغتصب وإذا كانت بالرضا فآمال الهواري متورطة في الفساد الأخلاقي والخيانة الزوجية. بالجملة لا يهم الوضع الذي ظهرت به في الأشرطة المذكورة، ولكن من الذي أوصل الهواري عند الصحفي المغتصب؟ وما الذي دفعها لذلك؟ هل قاومت الابتزاز أم رضخت له واستمرأته في النهاية؟ آمال الهواري ليست إلا نموذجا مصغرا للفساد الأخلاقي المستشري وسط الإسلاميين ومنهم حزب العدالة والتنمية والتوحيد والإصلاح، حيث تتم التغطية على الانحرافات والانزياحات بلغة الفقه والتبرير الديني. فيوم ضبطت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية عرضيا، مولاي عمر بنحماد، القيادي في الحركة، رفقة فاطمة النجار، قرب الشاطئ في لحظات جنسية، انبرى أحمد الريسوني، القيادي في الحركة والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ليبرر وجودهما على الشاطئ في الصباح الباكر قصد التهييء لظروف الزواج. ولا غرابة أن يقول الريسوني ما قاله وهو الذي توسط إلى جانب قياديين آخرين في تزويج الشيخ الهرم يوسف القرضاوي بفتاة في عمر أصغر حفيداته، كما توسط حامي الدين لأحمد منصور في زواج عرفي من فتاة مغربية تخلى عنها مباشرة بعد أن غادر المغرب. وبالجملة ما حصل لأمال الهواري هو التعبير الكبير عن الانهيار الأخلاقي وسط الإسلاميين، الذين كان بوعشرين أيضا منهم بل قياديا في التنظيم الطلابي الذي كان يسمى "طلبة الميثاق" التابع لحركة الاختيار الإسلامي.