عرض مؤخراً بمدينة أكادير في إطار الدورة السادسة لمهرجان "إسني ن ورغ" الدولي للسينما الأمازيغية، فيلم "مسروقون (STOLEN)"، للمخرجة الأسترالية/البوليفية فيوليتا أيالا والمخرج الأسترالي دان فالشاو، والذي يكشف عن بعض الطابوهات المسكوت عنها بالمنطقة والمتعلقة بقضية العبودية والاتجار بالبشر. مخرجا الفيلم لم يحصلا على تأشيرة من المركز السينمائي لعرض الفيلم بالمهرجان إلا بعد جهد جهيد، حسب رشيد الموتشو، المدير الفني للمهرجان، الذي اعتبر إدراجه ضمن فقرة "السينما والذاكرة"، يتوافق مع التوجه العام للمهرجان الذي يتناول حسبهم قضايا منطقة تمازغا بشمال إفريقيا.
الفيلم، الذي عرض بحضور مخرجيه، كشف النقاب عن حالات إنسانية تعيش تحت وطء الرق والعبودية والاستغلال من خلال رصده لوضعية فاطم سلام، التي تمكنت مؤخراً من الالتقاء بوالدتها، بعد ثلاثة عقود من الفراق. وتحكي امباركة والدة فاطم سلام، أنها كانت مستعبدة من طرف سيدها، الذي أنجبت منه عدة أطفال، ضمنهم فاطم سلام التي ستستعبد هي الأخرى من طرف ابنة سيدها.
كما عرض الفيلم لعدة حالات أخرى، أظهرت للكاميرا وثائق حصولها على حريتها تحت عنوان "عتق رقبة" وتاريخ تحريرها، حالة امبيريك ولد سالم، وسيدة أخرى كانت من بين ضحايا العبودية والاتجار بالبشر في مخيمات تندوف.
لم يكن الهدف من توجه فيوليتا أيالا ودان فولشو إلى مخيمات تندوف، سوى الوقوف على شروط عيش الساكنة هناك. إلا أنهما اكتشفا عن طريق الصدفة نموذجاً للرق والعبودية في العصر الحديث. ليقررا أن يكونا شاهدين على ذلك.
وسجلت فيوليتا أيالا، أنه في هذه المخيمات "يتم فصل السود عن البيض. حيث لن يعاين المرء قط أناسا من ذوي بشرة سوداء وقد اختلطوا بالبيض". ملاحظة أن مبعث الحيرة يتمثل في أن يتم تقديم ديدو ذات البشرة البيضاء. وهي سيدة لفاطم. على أنها والدتها. وكان لا بد من الانتظار نحو 30 سنة لكي تتعرف فاطم على أمها الحقيقية بمساعدة من الأممالمتحدة.
وأكدت على أن هؤلاء الناس "مضطهدون ومعرضون للضرب. وحتى أسماؤهم تم تغييرها، كما لا يمكنهم الزواج إلا بموافقة (أسيادهم) وانتظار حصولهم على وثائق تثبت أنهم صاروا أحراراً (…) إنهم سجناء داخل مجتمع، حيث تبدو العبودية مؤسسة. وهي ممارسة كنا نعتقد أنها ولت قبل 200 عام".
تجربة السينمائيين "أيالا" و"فولشو" أثناء التصوير برزت هي الأخرى باعتبارها عنصراً مهماً في الفيلم، حيث قامت سلطات جبهة البوليساريو باعتقالهما قبل أن تتدخل السفارة الأسترالية في باريس لدى الجزائر للإفراج عنهما.
ويقول مخرجا الفيلم: "عندما أدركت البوليساريو أننا كنا نصور مشاهد لم تعجبها، حاولت منعنا ثم اعتقلونا وجاء ضباط من الأممالمتحدة للتفاوض على إطلاق سراحنا. كانت لدينا أشرطة أخفيناها في الصحراء على أمل أن يقوم شخص ما بتهريبها لنا خارج المخيمات".
وقال الطاوجني، رئيس جمعية الصحراء المغربية في كلمة له بعد انتهاء الشريط، إن الفيلم يسيء للقضية الوطنية متسائلاً، كيف يسمح للفيلم بأن يروج في المغرب بدعوى أنه يتحدث عن العبودية بتندوف، مع أنه في العمق صور تندوف كجنة تقام فيها الأعراس، وتذبح فيها الجمال، مع إظهار الرقيق فرحين، وفي المقابل يصور الهوامش السوداء في المغرب مع إبراز القبضة الأمنية.
يذكر أن الفيلم كان، برأي من شاهده بمهرجان السينما الأمازيغية، على مستوى عالٍ من الاحترافية، ودليلهم في ذلك، حصوله على 12 جائزة. بما في ذلك نيله تنويهاً خاصا في مهرجان في تورنتو (كندا). وجائزة أفضل فيلم وثائقي بالمهرجان الإفريقي في لوس أنجلوس. وفي نيجيريا سنة 2010 (المهرجان الدولي للفيلم الإفريقي). وجائزة انكوراج بالأسكا. وجوائز أخرى بالجبل الأسود. وبورتوريكو. والإكوادور. ونيوزيلندا. وبولونيا وغيرها من المهرجانات وصل عددها إلى 70 مهرجانا...