بدأت عمليات التعبئة في صفوف الصحافيين والمثقفين والمدافعين عن حقوق الإنسان مباشرة بعد كشف "تليكسبريس" عن الإجراء الخطير وغير المسؤول الذي اتخذته النقابة الوطنية للصحافة المغربية بمنح المدعو حامي الدين المتهم بالقتل مقرها لعقد ندوة صحفية، يبسط فيها أسباب جريمته، حيت يتم التداول حاليا في العديد من وسائل الاحتجاج من بينها منع حامي الدين من دخول قاعة النقابة وتلطيخ حرم الشرفاء من الصحافيين والمنافحين عن الحقوق. ويتم الآن التداول في كيفية الإحتجاج لمنع هذه الندوة التي تأتي في ظرفية خطيرة وحساسة أبرزها إصدار قرار من جنايات فاس بمتابعة حامي الدين لظهور معطيات جديدة في الملف تدينه بقوة. المقر المركزي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية له رمزية تاريخية، حيث احتضن نضالات أجيال من الصحافيين، وشهد الانتقال التاريخي للنقابة من نقابة للمدراء إلى نقابة للصحافيين، وبالتالي فإن أي انتهاك لهذه الرمزية يعتبر انتكاسة تاريخية لهذا التنظيم الذي لم تستطع العديد من المحاولات أن تنزع عنه التمثيلية القوية للصحافيين. وعلمت"تليكبريس"أن عددا من الصحافيين، ودفاعا عن حرمة مقرهم، يعتزمون تطويقه بوقفة احتجاجية لمنع شخص متهم بالقتل من تدنيسه. وهدد كثير من الصحافيين بتقديم استقالاتهم من النقابة، إذا ما تم فرض دخول هذا الشخص إلى المقر المركزي، لأن المكان الحقيقي له هو القضاء، الذي يتهرب من المثول أمامه ويقوم بإهانته كلما تم استدعاؤه للاستماع إليه في الاتهام الموجه إليه. والغريب العجيب في الأمر أن عبد العالي حامي الدين يتوفر على مقرات كثيرة في الرباط وغيرها من أجل عقد ندوته، سواء كانت تابعة لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان أو حزب العدالة والتنمية أو الجمعيات الموازية، لكنه يبحث عن مقر يتوفر على رمزية تاريخية كي يمرر منه مواقفه، ويحاول أن يبعث برسائل إلى السلطة القضائية، مفادها أنه يحظى بحماية النقابة التي تضم مئات الصحافيين، إذ بهذه الخطوة يرسل إشارة إلى أن توقيفه قصد التحقيق معه يعني آلاف المقالات التي ستصدر للتضامن معه. النقابة الوطنية للصحافة المغربية كيان ذو رمزية ومعنوية يضم الصحافيين من كافة الاتجاهات والميولات، لكن هناك عنوان يجتمع حول الكل هو احترام القضاء ودوره في تحقيق العدالة. والبحث عن مكان بهذه الرمزية وطأته أقدام علي يعتة ومحمد اليازغي وعبد الكريم غلاب وكثير من الكبار هو إرادة للسخرية من المهنة برمتها.