تواصل السلطات الجزائرية طرد المهاجرين الأفارقة الذين تقطعت بهم السبل ووجدوا أنفسهم فوق التراب الجزائري، في ظروف أقل ما يمكن وصفها بأنها مهينة وحاطة من الكرامة، وكذا رحلت السلطات الجزائرية أمس الخميس 272 نيجريا من عنابة باتجاه مركز عبور بولاية تمنراست. وذكرت المصادر أن من بين المرحلين 30 امرأة و 86 قاصرا بين أطفال ومراهقين، وقد تمت عملية الترحيل بواسطة 10 حافلات وأربع شاحنات. وأثارت العمليات المتكررة لترحيل المهاجرين انتقادات وجهت للسلطات الجزائرية، خاصة أن بعض المهاجرين المطرودين يقيمون ويشتغلون بصفة رسمية لعدة سنوات بالجزائر. وتتهم منظمة العفو الدولية ومجموعة من المنظمات الدولية السلطات الجزائرية بممارسة الاعتقالات والطرد على أساس عرقي، فلا شيء يبرر جمع الناس بناء على لون بشرتهم ثم ترحيلهم جماعيا. وأشارت منظمة العفو، استنادا لشهادات بعض المهاجرين المرحلين، إلى أنه أثناء الموجات المتعاقبة من الاعتقالات، كانت قوات الأمن تعتقل المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء من الشوارع و من المواقع التي يشتغلون بها ومن بيوتهم، قبل أن يتم اقتيادهم إلى زيرالدة، ثم نقلهم إلى تمنراست في أقصى جنوب البلاد. وتسعى الحكومة الجزائرية إلى تخفيض عدد المهاجرين السريين القادمين من دول إفريقية الموجودين فيها من 50 ألف إلى نصف هذا العدد، مع الإبقاء على التكفل باللاجئين الفارين من مالي.