أكدت سفارة فرنسا في الرباط أن المغرب غير معني بقرار فرنسا إغلاق سفاراتها وقنصلياتها ومراكزها الثقافية ومدارسها في 20 بلدا مسلما يوم الجمعة المقبل٬ تحسبا لأي مظاهرات عنيفة محتملة احتجاجا على نشر أسبوعية فرنسية رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وأوضح بلاغ للسفارة٬ اليوم الأربعاء٬ أنه "لن يتم إغلاق المؤسسات الفرنسية بالمغرب"٬ مضيفا أن السفارة على "اتصال وثيق بسلطات المملكة المغربية التي لنا فيها كامل الثقة لضمان أمن تمثيلياتنا ومصالحنا في جميع الظروف".
وأضافت السفارة أنه "بشكل عام نوصي مواطنينا بالحذر وتفادي المظاهرات والتجمعات العمومية"٬ كما ذكر بذلك "موقع النصائح للمسافرين" التابع لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية.
وكان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أعلن٬ صباح اليوم٬ عن "إغلاق السفارات والقنصليات والمراكز الثقافية والمدارس الفرنسية في نحو 20 بلدا مسلما"٬ دون الكشف عن لائحة أسماء البلدان المعنية بهذا القرار.
وأوضح أن فرنسا "عززت أمن" سفاراتها وقنصلياتها على مستوى "التدابير الأمنية للولوج إلى مقارها".
وكانت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية دعت الفرنسيين المتواجدين في العالم الإسلامي٬ بفعل "الاضطرابات الراهنة في المنطقة وتطوراتها المحتملة وإمكانية حدوث مظاهرات عنيفة٬ "إلى التحلي بأكبر قدر من الحذر".
كما دعت الوزارة مواطنيها " إلى ضرورة الابتعاد عن أي تجمع وتفادي المرور عبر المحاور المعتادة لمظاهرات الشوارع ومحيط البنايات الحساسة (التمثيليات الغربية وأماكن العبادة)".
كما يوصي الموقع بقوة في حالة الإعلان عن "مظاهرات في المدينة أو عند تشكل حركة حشود تلقائية٬ بالحد أقصى ما يمكن من التنقلات".
من جهة أخرى قررت فرنسا إغلاق جميع سفاراتها وقنصلياتها ومدارسها يوم الجمعة المقبل في حوالي 20 بلدا كإجراء "احترازي" إثر نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد عليه السلام في مجلة فرنسية.
وقال مسؤول في الوزارة في تصريح أوردته وكالة (فرانس بريس) "في اجراء احترازي سيتم اغلاق السفارات والقنصليات والمراكز الثقافية والمدارس في حوالى 20 بلدا في المنطقة"٬ مشيرا في الوقت نفسه الى انه "ليس هناك اي خطر مؤكد على أي" من المصالح الفرنسية في هذه الدول.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أعلن، في وقت سابق اليوم٬ أن فرنسا اتخذت "احتياطات أمنية خاصة" لحماية سفاراتها في العالم بعد نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد عليه السلام في مجلة فرنسية ساخرة.
وقال فابيوس٬ في تصريح لإذاعة (فرانس أنفو) " أرسلت تعليمات لاتخاذ احتياطات أمنية خاصة في كل البلدان التي يمكن أن تحصل فيها مشاكل".
واعتبر فابيوس أن نشر مجلة (شارلي ايبدو) الاسبوعية الساخرة رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد عليه السلام في "الوضع الراهن" يصب "الزيت على النار" وقال "في فرنسا٬ المبدأ هو حرية التعبير ويجب عدم المس به. ونظرا إلى الوضع الآن وهذا الفيلم السخيف٬ وشريط الفيديو العبثي الذي تم بثه٬ ثمة غضب في كثير من البلدان الاسلامية. هل من الملائم صب الزيت على النار. الجواب هو كلا".
ويبدو من خلال هذه الخطوات والإجراءات التي اتخذتها فرنسا، لضمان حياة مواطنيها وحماية مصالحها في هذه الدول، ان باريس تثق كثيرا في كفاءة الامن المغربي ووعي المواطنين المغاربة في ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الدعوات المتطرفة التي يقودها بعض الاشخاص لمحاولة المساس بمصالح البلاد وذلك بدغدغة عواطف المؤمنين من اجل القيام بأعمال إرهابية وتخريبية لن تزيد الوضع إلا تأزما..