نددت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الاربعاء، بالأوضاع التي تعيشها الصحافة، مع توقف العديد من الجرائد عن الصدور، إما نتيجة غياب الإمكانيات المالية، أو بسبب الرقابة المسلطة عليها. وهكذا، كتبت صحيفة (ليبيرتي) أن حوالي 60 صحيفة توقفت عن الصدور بسبب عدة عوامل، منها على الخصوص الرقابة وغياب الإمكانيات المالية، جراء ضعف الاشهار الحكومي والخاص. ونددت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان "صحافة مخنوقة" بأوضاع الصحافة في الجزائر، مستشهدة بمديرة صحيفة (الفجر) التي قررت الدخول في إضراب عن الطعام للتنديد بالحصار المالي، عبر الاشهار الحكومي الذي حرمت منه الصحيفة. وقال صاحب الافتتاحية إنه على الرغم من وضعها في اللائحة السوداء على غرار صحف أخرى التي بقيت على قيد الحياة بفضل خبر ذي مصداقية، فإنه على مستوى الأكشاك وحده القارئ من يختار الجريدة التي يريد اقتناءها، مضيفا أن القارئ على وعي بمساعي السلطات العمومية لخنق الصحافة غير المداهنة. وأكد أنه "منذ البداية كنا نعي بأن أي صحيفة هي قبل كل شيء كيان تجاري وليست مجرد كيان تابع يعتمد في البقاء على قيد الحياة على الإشهار الذي تمنحه له الدولة"، مسجلا أن هذه الدولة نفسها التي تتبجح في خطاباتها بحرية ممارسة الصحافة، وهي خطابات موجهة للاستهلاك الداخلي، تتخذ منها، في الواقع، ذريعة لخنق الصحافة. من جهتها، ذكرت صحيفة (الوطن) أنه على مستوى اقتصاد السوق تم القضاء على الاحتكار، باستثناء سوق الإشهار الذي تدبره وكالة يتم تسطير خارطة طريقها بشكل مسبق بحسب مدى انصياع الصحف. وكشف أن الأخطر من ذلك هو أنه يتم الاتصال بمستشهرين خواص لثنيهم عن نشر إعلاناتهم في بعض الصحف التي تطبع، مع ذلك، أكبر عدد من النسخ وتسجل أعلى المبيعات. وتوقفت صحيفتا (الشروق) و(الحياة) عند حالة حدة حزام، مذكرتين بأنها دخلت، أول أمس الاثنين، في إضراب عن الطعام للاحتجاج على التضييق الذي تتعرض له صحيفتها، خاصة في ما يتعلق بحرمانها من الإشهار الحكومي. وأشارتا إلى أن حدة حزام، التي تعرف بمواقفها السياسية "الشجاعة"، عازمة على السير قدما في قرارها بخوض إضراب مفتوح عن الطعام، متحدية برودة الطقس ونصائح طبيبها. ودائما على صعيد الرقابة وخنق الصحف الجزائرية، ذكرت صحيفة (كل شيء عن الجزائر) أن ممثلي أزيد من وسيلة إعلام إلكترونية عقدوا بالجزائر العاصمة رابع اجتماع لهم استعدادا لإطلاق منظمتهم المهنية لمجابهة الرقابة والدفاع عن حرية التعبير. ونقلت عن هؤلاء النشارين تأكيدهم، في بيان، احتجاجهم بشدة على حجب صحيفة (كل شيء عن الجزائر) الإلكترونية، والذي يعيق حرية التعبير ويمس بحرية الصحافة وإنشاء المقاولة التي يضمنها الدستور والقانون، مجددين نداءهم للحكومة الجزائرية من أجل رفع الحجب عن الصحيفة، دون تأخير، من شبكات شركتي اتصالات الجزائر وموبيليس. كما عبر ناشرو الصحافة الالكترونية عن تضامنهم المطلق مع مديرة نشر صحيفة (الفجر) مستنكرين مختلف الإجراءات الانتقامية التي أدت إلى خنق صحيفتها ماليا وهددت مناصب الشغل بها، داعين إلى تدخل سريع من قبل السلطات العمومية قصد وضع حد لهذه الأعمال العقابية التي أدت إلى هذا الوضع.