أبرز الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، عبد الكريم بنعتيق، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن المغرب، بفضل الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، اختار الانتقال بشكل سلس من بلد عبور للمهاجرين نحو أوروبا إلى بلد استقرار، عبر تبني سياسة للهجرة ترتكز على مقاربة إنسانية تضمن للأجانب المقيمين بالمغرب ولوج كافة المرافق الاجتماعية من سكن اجتماعي وصحة وتعليم وتكوين مهني. وأشار بنعتيق، في كلمة خلال أشغال الدورة 35 لمنتدى رؤساء ورئيسات المؤسسات التشريعية بأمريكا الوسطى والكراييب (الفوبريل)، أن التعاطي الايجابي مع قضايا الهجرة في المغرب ثمرة لمقاربة تشاركية بين الحكومة والمؤسسات التشريعية والمجتمع المدني، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المقاربة الانسانية التي ينهجها المغرب في التعامل مع المهاجرين تحظى بتوافق واجماع كافة القوى الحية بالمملكة. وأبرز الوزير أن المغرب تحول من بلد استقبال إلى بلد عبور نظرا لوجود عدة عوامل من بينها وطأة الأزمات الاقتصادية في أوروبا وتشديد التدابير الأمنية في الحدود الأوروبية بالإضافة إلى التحولات الاقتصادية الكبرى التي شهدها المغرب في السنوات الأخيرة والتي أقنعت الآلاف من المهاجرين باتخاذ المملكة بلدا للاستقرار. وأضاف أن وجود رأسمال بشري ينحدر في معظمه من دول إفريقيا جنوب الصحراء، دفع بالمغرب إلى تبني سياسة هجرة استباقية ومتكاملة تنطلق من فهم الظاهرة وترتكز على التعامل الانساني معها. في هذا الصدد، أبرز بنعتيق أهمية إحداث قطاع حكومي مكلف بالهجرة واللجوء وتسوية وضعية أكثر من 23 ألف مهاجر بالإضافة إلى الجهود المبذولة على المستوى التشريعي من خلال سن قوانين تسمح للمهاجرين بالاستفادة من السكن الاجتماعي وباقي المكتسبات الاجتماعية والخدمات الصحة والتعليم والتكوين المهني. وأشار إلى أن 6424 طفل من عائلات مهاجرة مندمجون في النمط المدرسي المغربي في اطار المنهجية المغربي، مضيفا أنه تم ابرام اتفاقات مع الهلال الأحمر والتعاون الوطني لأخذ بعين الاعتبار وضعية الفئات الهشة وسط المهاجرين لاسبما النساء والأطفال. وعلى الصعيد الدولي، أوضح بنعتيق أن المغرب يعمل بالمنتديات الدولية من أجل تفاعل ايجابي مع قضايا الهجرة كما هو الشأن بالمنتدى العالمي للهجرة الذي يترأسه المغرب وألمانيا، مضيفا أن المغرب يدعم تنسيق الجهود على المستويين الجهوي والقاري من أجل تجاوز المقاربة الأمنية الضيقة في سبيل تبني مقاربة شمولية تأخذ بعين الاعتبار الهجرة في كل أبعادها. وأورد بنعتيق أن المغرب يسعى إلى احتضان الميثاق العالمي للهجرة الذي سينظم تحت إشراف اللأمم المتحدة. وقال، في هذا السياق، إن كلا من قطر وإيطاليا سحبتا طلبهما بشأن احتضان الميثاق ودعا دول أمريكا اللاتينية لدعم المغرب في سعيه لاحتضانه. ويعرف منتدى "فورفيل" تقديم عروض حول التجربة المغربية في مجال الهجرة واحترام حقوق الإنسان، وتدبير الهجرة من الجانب الأمني، ووضعية الهجرة بين-الجهوية في أمريكا الوسطى والمكسيك ودول الكاريبي، قبل المصادقة على البيان البرلماني المشترك حول "دور البرلمانات في مجال الهجرة بين-الجهوية"، وعلى القرارات الصادرة عن الدورة 35 للمنتدى. يذكر أن منتدى "الفوبريل" تأسس سنة 1994، بهدف دعم آليات تطبيق وتنسيق التشريعات بين الدول الأعضاء، وكذا إحداث آليات استشارية بين رؤساء المؤسسات التشريعية لمعالجة مختلف المشاكل التي تواجهها المنطقة، إلى جانب دعم الدراسات التشريعية على المستوى الجهوي. ويضم هذا المنتدى، الذي انضم إليه المغرب سنة 2014 بصفة ملاحظ، رؤساء المجالس التشريعية للدول الأعضاء العشر وهي : غواتيمالا، وبيليز، والسلفادور، والهندوراس، ونيكاراغوا، وكوستاريكا، وبانما، وجمهورية الدومينيكان، والمكسيك وبورتوريكو، ويوجد مقره في ماناغوا عاصمة جمهورية نيكاراغوا.