توالت في الاونة الاخيرة الانشقاقات في حزب البديل من أجل المانيا اليميني الشعبوي الذي حقق اختراقا تاريخيا في الانتخابات التشريعية الالمانية الاخيرة، مما يعكس حدة الانقسامات التي باتت تنخر ثالث قوة سياسية في البوندستاغ. فقد أعلن رئيس فرع حزب البديل بولاية ميكلنبورغ فور بومرن،( شمال شرق ) بيرنارد فيلت أمس الخميس انسحابه من الحزب الشعبوي، وعزا ذلك الى عدم نأي الحزب بنفسه عن استخدام العنف ولا عن التطرف اليميني. وكان أربعة نواب عن الحزب انسحبوا من كتلة الحزب في البرلمان بداية الأسبوع الجاري، معلنين تأسيسهم كتلة جديدة باسم "مواطنو ميكلنبورغ فوربومرن". وشكل انسحاب زعيمة الحزب فراوكه بيتري وزوجها ماركوس بريتز من الكتلة البرلمانية،يوما واحدا بعد الانتخابات البرلمانية، الحلقة الاكثر إثارة في مسلسل الانشقاقات. وقالت بيتري للصحافة "إن الاختلاف في المضامين داخل حزبها لا يمكن السكوت عنه، مضيفة أن الحزب "الذي بدا فوضويا في بعض أجزائه خلال الأسابيع الماضية لا يمكن أن يقدم للناخبين عرضا موثوقا به". واضافت أنها تريد ممارسة سياسة واقعية وإعداد سياسيين في الحزب بإمكانهم تحقيق ما جاء في برنامج الحزب حتى 2021، أي خلال الانتخابات التشريعية المقبلة، حتى يكون "البديل من أجل ألمانيا" قادرا على ممارسة الحكم. وذكرت وسائل إعلام المانية أن فراوكه وزوجها يعتزمان تشكيل مجموعة في البوندستاغ وحتى حزب جديد، غير أن قياديا في الحزب انتخب حديثا قال إن هذه الخطوة "محكوم عليها بالفشل". واعلن بريتزيل في تصريح صحافي عن الاستعداد لمفاجأة، قائلا "اننا نتحدث الى العديد من خارج وداخل الحزب". كما أشار الى شراكة محتملة مع الحزب البافارى الاتحاد المسيحي الاجتماعي الذى تكبد خسارة كبيرة خلال الانتخابات البرلمانية ويواجه هزة سياسية. وطفت الخلافات داخل حزب البديل في خضم التصريحات الاخيرة المثيرة للجدل للرئيس المشارك الآخر لقائمة الانتخابات الكسندر غولاند والتي قال فيها ان من حق الألمان "الافتخار بأداء الجنود الألمان خلال الحرب العالمية الثانية". كما صرح فور الاعلان عن نتائج الانتخابات،حول اتجاه حزبه إلى "مطاردة" المستشارة انغيلا ميركل، مما اثار موجة من الانتقادات ازاء ما اعتبر نبرة عدائية. وحصد حزب البديل المعارض للهجرة واللجوء والاسلام معظم الاصوات في ولاية سكسونيا، بحصوله على 27 بالمائة من الأصوات، متقدما بفارق بسيط على التحالف المسيحي بزعامة ميركل. وكان قد حصل في الانتخابات، التي أجريت الأحد الماضي، على 12.6 في المائة من أصوات الناخبين، ليصبح بذلك ثالث أكبر كتلة برلمانية بعد "التحالف المسيحي الديمقراطي" و"الحزب الاشتراكي الديمقراطي" . ووعد الحزب فور الاعلان عن نتائج الانتخابات، بمطاردة ميركل إذ قال الكسندر غولاند الذي شارك في تزعم قائمة الحزب "سنغير هذا البلد سنطارد السيدة ميركل. سنستعيد بلادنا". من جانبها، صرحت مرشحة الحزب الرئيسية أليس فايدل، أن حزبها سيسعى إلى تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في الانتهاكات القانونية للمستشارة أنغيلا ميركل في ما يتعلق بأزمة اللاجئين في ألمانيا. وأدى فوز حزب البديل بالمركز الثالث الى خروج متظاهرين في العديد من المدن الألمانية للتعبير عن احتجاجهم.