عرفت الأيام المفتوحة التي نظمتها المديرية العامة للأمن الوطني، خلال أيام 14 و15 و16 شتنبر الجاري تحت شعار"الأمن الوطني: التزام ووفاء" بالدار البيضاء، نجاحا كبيرا بالنظر إلى تنوع وأهمية العروض التي قُدمت للزائرين وكذا المعلومات القيمة التي اطلع عليها المواطنون لأول مرة بفضل انفتاح المؤسسة الأمنية عليهم.. وتأتي هذه التظاهرة الفريدة من نوعها، تتويجا لاستراتيجية القرب والانفتاح على المحيط والتفاعل، التي أرست قواعدها المديرية العامة للأمن الوطني، والبعد التشاركي الذي يطبع اهتمامات المديرية منذ 60 سنة من تواجدها، وهو ما ساهم في تغيير النظرة تجاه المؤسسة الأمنية وتبديد سوء الفهم الذي لزم موقف بعض المواطنين من مؤسسة خلقت في الأصل لخدمتهم وحمايتهم وضمان سلامتهم وممتلكاتهم وسلامة الوطن.. وشكلت هذه التظاهرة مناسبة مكنت المواطنين، الذين ناهز عددهم 80 ألف زائر، من زيارة فضاءات وأروقة المصالح الأمنية بمختلف تخصصاتها وتشكيلاتها، والتي ناهزت 17 رواقا موضوعاتيا خصصت للتحسيس والإخبار بمختلف مهام ومصالح الأمن الوطني، خصوصا عمل دوائر الشرطة، والسلامة المرورية، والوحدات المتنقلة لشرطة النجدة، وفرق حماية النساء والأطفال القاصرين ضحايا العنف، والشرطة العلمية والتقنية، وفرق الكلاب البوليسية، وشرطة الخيالة، والمجموعات المركزية للتدخل، والحماية المقربة، بالإضافة إلى المصالح المكلفة بتدبير العمل الاجتماعي لفائدة موظفي الأمن الوطني...الخ. وشكلت هذه التظاهرة مناسبة للزوار وضمنهم أرباب أسر وأمهات وحرفيون وتلاميذ ويافعون وإعلاميون، للاطلاع، طيلة ثلاثة أيام بالمعرض الدولي للبيضاء، على المجهودات المبذولة والتحديات الملقاة على عاتق عشرات الآلاف من أفراد هذه المؤسسة الوطنية التي بذلت مجهودات كبيرة، خلال العقدين الأخيرين، وبرهنت كافة أجهزتها ومصالحها الإدارية على التزام فعلي بتنزيل المفهوم الجديد للسلطة وتخليق الحياة الأمنية وتفعيل آليات المراقبة الداخلية والتطبيق الصارم للقانون وترشيد الحكامة في تطبيق لما نص عليه دستور المملكة وفي سياق موسوم بالتزامات المغرب بعهود ومواثيق حقوق الإنسان.. واشتملت هذه التظاهرة، حسب بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، على فضاء بيداغوجي للترفيه والتكوين لفائدة الأطفال الصغار، ومتحف يبرز مراحل مختلفة من تاريخ مؤسسة الأمن الوطني، وفضاء لاستعراض مختلف التجهيزات والآليات الأمنية الحديثة، بالإضافة إلى ثمان فضاءات للاستعراض، عرفت تنظيم ما يناهز 105 تمرينا وعرضا في تخصصات مختلفة، من بينها تقنيات الدفاع الذاتي ورياضات فنون الحرب، والتناسق في عمل الدراجيات الشرطيات، وتقنيات حماية الشخصيات، وتمرين محاكاة للتدخل في الأزمات الأمنية الكبرى وتحرير الرهائن، وعروض مختلفة لشرطة الخيالة وفرقة الكلاب البوليسية والفرقة الموسيقية للأمن الوطني. كما شهدت هذه الأيام المفتوحة، حسب ذات البلاغ، تنشيط أطر من المديرية العامة للأمن الوطني لأربع ندوات في مواضيع أمنية مختلفة تتسم بالراهنية والأهمية، وهي الأمن وحقوق الإنسان، والجريمة المعلوماتية، وحماية النساء ضحايا العنف، وأخيرا أمن الملاعب والتظاهرات الرياضية. وقد حققت التظاهرة الأهداف المرسومة لها من طرف المنظمين، وذلك بشهادة العديد من المواطنين الذين حجوا بأعداد كبيرة لزيارة أروقة المعرض، وتفاعلوا بشكل إيجابي مع هذه المبادرة، كما أن الحضور الوازن لوسائل الإعلام الوطنية والدولية والتغطيات الإعلامية التي حظيت بها هذه التظاهرة في نسختها الأولى، وكذا دور العديد من الشركاء والفاعلين المؤسساتيين والمدنيين الذين ساهموا في إنجاحها، يكشف بشكل ملموس أن الدورات المقبلة ستكون أكثر ثراء وستزيد من إشعاع المؤسسة الأمنية المغربية وانفتاحها على المواطنين.