حضورهم يغني عن السؤال ، وتواجدهم يبعث على الطمأنينة والأمان ، مهامهم تصب في خانة خدمة المواطن .. إنهم عناصر شرطة الخيالة التي تسند لها مهام في المجالات الجغرافية الصعبة ، فيضطلعون بواجبهم بشكل يساهم في تكريس الشعور بالأمن لدى المواطنين . وإذا كانت وحدات الشرطة الأخرى تستعمل السيارات والدراجات ووسائل أخرى في أداء مهامها في مختلف المناطق الحضرية، فإن عناصر شرطة الخيالة تكون مصحوبة بخيول مدربة سواء تعلق الأمر بالمهام الأمنية والرياضية أو الاستعراضية، وهو ما يجعل تكوينها مختلفا عن تكوينات باقي وحدات الأمن . يقول عبد الكريم الحراتي، مدير مدرسة شرطة الخيالة ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن وحدات الخيالة تركز بالأساس على تغطية المجالات الصعبة، التي لا يمكن ولوجها بالنسبة للسيارات والدوريات التي تستعمل الدراجات النارية ، وذلك من أجل تكريس الشعور بالأمن لدى المواطنين . وقال في هذا التصريح، على هامش الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني المنظمة بالدار البيضاء ( 14/ 16 شتنبر 20217)، إن الأدوار التي تضطلع بها هذه الشرطة هي بالأساس ذات طابع استباقي ووقائي ، ونادرا ما تقوم بتدخلات زجرية . وتابع أن الحفاظ على الأمن العام يعتبر من مهام عناصر شرطة الخيالة، مذكرا في هذا السياق بمشاركتها إلى جانب وحدات أخرى ، في تأمين تنظيم مباريات في كرة القدم ، بمناسبة منافسات كأسي العالم للأندية ( 2013 / 2014 ). وبخصوص جانب التكوين، لفت إلى أن استعمال الخيول في مجال الحفاظ على الأمن يتطلب تكوينا قويا وناجعا ، مشيرا إلى أن برنامج التكوين بمدرسة الخيالة يشمل دروسا وحصصا تطبيقية، علاوة على تكوين مستمر بالنسبة لوحدات الخيالة التي تشتغل على المستوى الجهوي في إطار عملية إعادة التأهيل . وبعد أن ذكر بمختلف المهن المتواجدة بمدرسة الخيالة ( سائس الخيل، سراج الخيول ، التكوين والحرف، رياضة الفروسية ، المساعد البيطري ، حدوة الخيل )، توقف عند المهام الرياضية للمدرسة ، موضحا في هذا السياق بأن الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية والمديرية العامة للأمن الوطني ، عملتا على تشكيل فريق من أفضل الفرسان ، والذي حقق نتائج إيجابية ، خاصة خلال مختلف المنافسات الوطنية . وتجدر الإشارة إلى أن مدرسة شرطة الخيالة شيدت في قلب غابة المعمورة بالقنيطرة على مساحة 10 هكتارات. حيث إن هندستها المعمارية وبنيتها التحتية تجعلان منها مؤسسة تكوينية، تستجيب للمعاير المعمول بها دوليا في هذا المجال. وتضم هذه المدرسة التجهيزات الضرورية للترويض والتكوين، ومرابط للخيول، وعيادة بيطرية، وحلبة للترويض وحلبة مغطاة للتداريب، ومخزنا للعلف والكلأ.