يحلّ الموسم الدراسي، ككل سنة، حاملا معه هموما لا تنتهي، بدءا بأعباء الكتب واللوازم المدرسية مرورا بإشكالية البرامج والوسائل البيداغوجية والديداكتيكية في علاقتها مع الموارد البشرية وصولا إلى الاشكاليات الاجتماعية المرتبطة بالطالب والأستاذ ومؤطري العملية التعليمية ببلادنا.. وهو ما ينذر بدخول ساخن لا محالة. وبالرجوع إلى المشاكل الاقتصادية التي تترتب عن الدخول المدرسي فإن على الآباء، الذين خرجوا للتوّ من محنة العطلة الصيفية ومصاريف رمضان وعيد الفطر، التي اثقلت كاهل ميزانيتهم، مواجهة أعباء المصاريف الاضافية التي تقتضيها لوائح الكتب واللوازم المدرسية التي تزداد طولا و"ثقلا ماديا" سنة بعد أخرى، وهو ما يجعلهم يحنّون إلى تلك الايام الخوالي التي كان ربّ الاسرة يكتفي بشراء تلاوة واحدة أو قراءة " بوكماخ" وكتاب "bien lire et comprendre " أو" bonjour Ali bonjour Fatima" لكل مستوى دراسي، وهي الكتب التي يتوارثها الابناء وتعفي الأب من مصاريف إضافية، حيث يكتفي بمواجهة اللوازم الاخرى التي كان ثمنها رخيصا بالمقارنة مع الكتب..
وقد اصبحت صناعة الكتب المدرسية اليوم تجارة مربحة جعلت الكثير من الحرفيين ومهنيي التجارة يتحوّلون، بقدرة قادر مع كل دخول مدرسي، إلى كتبيين وبائعي لوازم مدرسية، ينتشرون على طول شوارع وأزقة مدننا وقٌرانا وكأننا بالفعل أمة "إقرأّ"، بينما الأمر لا يعدو ان يكون محاولة للربح السريع بالنسبة للتجار وممتهني هذه الحرفة الموسمية لحلب جيوب الآباء والامهات الذين أجبروا مكرهين على شراء هذه السلعة التي فرضت على ابنائهم فرضا. ..
دخول هذه السنة سيكون ذا طعم لن يروق جميع المتدخلين في العملية التعليمية من اساتذة وأطر إدارية وتقنيين بالإضافة إلى الطلبة والوزارة الوصية وبالأخص وزير التعليم العالي وتكوين الأطر..
وسيكون على لحسن الداودي، وزير التعليم العالي وتكوين الاطر، مواجهة موجة الاضرابات والاحتجاجات التي تنتظره على الابواب، وذلك على إثر تصريحاته بخصوص إلغاء مجانية الرسوم ببعض المعاهد والمدارس العليا، وهو ما أثار غضب الكثير من المعنيين بهذا القرار بدءا بالطلبة ونقابة الاساتذة ووصولا إلى الطلبة الافارقة الذين خصّهم الداودي بقسط من سياسته التقويمية التقشفية !
للإشارة فإن مقرر وزير التربية الوطنية بشأن تنظيم السنة الدراسية برسم الموسم الدراسي 2012-2013، تضمن جانبا خاصا بالعمليات المتعلقة بالدخول المدرسي، إذ تبعا لهذا المقرر، فإن الدخول المدرسي برسم السنة الدراسية 2012-2013 سيتم عبر المحطات ووفق الجدولة الزمنية التالية:
الاثنين 3 شتنبر 2012: الالتحاق بالعمل بالنسبة لأطر وموظفي الإدارة التربوية وهيئات التفتيش والأطر المكلفة بتسيير المصالح المادية والمالية، وهيأة التوجيه والتخطيط التربوي، وهيأة الدعم الإداري والتربوي والاجتماعي والأطر الإدارية المشتركة بجميع درجاتهم.
الثلاثاء 4 شتنبر 2012: استئناف أطر هيئة التدريس لعملهم والتحاق الأطر الجدد لمختلف الهيئات، بأكاديميات ونيابات تعيينهم.
الفترة ما بين 3 و8 شتنبر 2012: إنهاء العمليات المتعلقة بإعداد الدخول المدرسي.
الأربعاء 12 شتنبر 2012: الانطلاق الفعلي للدراسة بالنسبة للسلك الابتدائي.